يريد به طيب الكسب ولا يريد به طيب الطعام الإعراب إن هنا بكسر الهمزة على الظاهر والسحت اسمها ورزق خبرها ومثل صفة رزق مضاف إلى حل أي مماثلا للحل وإن وصلية على الأظهر أي أقول ذلك وإن يكره إلى آه ويحتمل أن يكون شرطية بحذف جواب الشرط والتقدير وإن يكره أقل ذلك وعلى كل فيكره مجزوم بها ومقالي مفعول مقدم ويحتمل الوزن فتح يائه وتسكينها وكل فاعل مؤخر مضاف إلى قال و الكلية حقيقية أو إضافية (وحاصل معنى البيت) إن الحرام عندنا رزق كما أن الحلال رزق لأنه ما يسوقه الله تعالى إلى الحيوانات لينتفع به حلالا كان أو حراما وإن كان ضررا عليه لأنه تعالى لا يجب عليه فعل الأصلح للعبد والخير والشر كله بيده يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد كما قدمنا وهو المبني عليه زعم المعتزلة من أن الحرام ليس برزق للانسان وأنه قبيح والقبيح لا ينسب إليه تعالى كما قدمنا قال شارح والاختلاف فيه بناء على أن الرزق عندنا هو الغذاء المقدر للحي المتغذي فما قدره الله تعالى أن يكون غذاء الحيوان معين لا يصير غذاء لغيره سواء ملكه أو لم يملكه وعندهم الرزق اسم للملك تمسكا بقوله تعالى ومما رزقناهم ينفقون أي مما ملكناهم قلنا الرزق هنا مفسر بالتقدير من الغذاء وهو غير التمليك وما ذكروه فيه من أن الأصلح للعبد أن يقدر له من الحلال دون الحرام وإلا لكان ظلما ممنوع بما قدمنا من أنه لا إيجاب عليه تعالى وإلا لكان فوقه موجب وهو باطل وأيضا لو كان الرزق هو الملك لما رزق الدواب لانتفاء أهلية التملك وكذا المماليك عندنا لكن الكل مرزوقون عندنا بقوله تعالى وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها قال الناظم رحمه الله 51 ودنيانا حديث والهيولى * عديم الكون فاسمع باجتذال الدنيا بضم الدال على الأشهر وزنها فعلى مقصورة كحبلى غير منونة إذ هي غير منصرفة للوصفية ولزوم ألف التأنيث وحكي فيها كسر الدال سميت لسبقها الدار الآخرة وقربها منها من الدنو وهو القرب أو لدنوها من الزوال ولدناءتها من الدنائة أي الخسة وفي حقيقتها قولان للمتكلمين أحدهما أنها الأرض مع الهوى والجو والثاني جميع المخلوقات من الجواهر والأعراض الموجودة قبل الآخرة ورجح الثاني وهو المناسب ههنا وهي بما فيها حادثة عند أهل السنة والجماعة
(١١٠)