نخبة اللآلي شرح بدأ الأمالي - محمد بن سليمان الحلبي - الصفحة ١٠٣
حقيقة على ما قدمنا إذا علم هذا فلا يتصور أن يقال أنا مؤمن إن شاء الله على وجه الشك لا في الحال ولا في المآل اتفاقا وأما على وجه التبرك فجوزه الشافعي رحمه الله ومنعه أبو حنيفة مطلقا لأن وضع هذه الكلمة على التشكيك ولذا أجمعا على أنها تبطل اليمين والطلاق والعتاق والبيع والإقرار ونحو ذلك وقيد بنية الارتداد لأن الكافر إذا عزم على أن يؤمن في الحال والمآل لا يخرج بذلك عن الكفر فلا يجتمع مع الإيمان إذ الضد لا يجتمعان والحمد لله الكريم المنان قال الناظم رحمه الله 46 ولفظ الكفر من غير اعتقاد * بطوع رد دين باغتفال أراد باللفظ التلفظ بما يوجب الكفر عن طوع واختيار كنفي الصانع أو الرسل أو أحدهم أو تكذيب رسول أو شتمه أو تحليل محرم إجماعا أو عكسه أو نحو ذلك معلوم بما هو معلوم من الدين بالضرورة والطوع الاختيار ضد الإكراه واحترز به عنه كما سيأتي والاغتفال افتعال من الغفل بالضم وهو انعدام الشئ وانطماس أثره يقال أرض غفل أي لا علم بها ولا أثر عمارة أو من الغفل بفتح الغين بمعنى الترك يقال أغفلت الشئ وتغافلت عنه إذا تركته على ذكر وغفلت عنه إذا تركته عن ذهول الإعراب ولفظ مبتدأ مضاف إلى الكفر من غير اعتقاد في محل نصب حال من الكفر أي حال كونه غير معتقد للتكلم لأن المضاف عامل فيه أو من لفظ الكفر أو في محل جر صفة للكفر لأنه في معنى النكرة أو حال من الفاعل المفهوم من المقام أي حال كون اللافظ غير معتقد والباء في قوله بطوع بمعنى مع متعلق بلفظ في محل نصب حال من الفاعل وقوله رد بالرفع خبر مع متعلق بلفظ في محل نصب حال من الفاعل وقوله رد بالرفع خبر المبتدأ مضاف إلى دين من إضافة المصدر إلى مفعوله وقوله باغتفال متعلق برد والباء للملابسة.
(وحاصل معني البيت) إن من أجرى كلمة كفر على لسانه حال كون الكفر غير معتقد له أو حال كونه غير معتقد للكفر وحال كونه طائعا مختارا يصير مرتدا بذلك عن الإسلام تاركا للدين عن أصله أو مع غفلته عن كونه صار مرتدا خارجا عن دين الإسلام ودائرة الأحكام لزعمه عدم كفره بعد اعتقاده الكفر وهذا ما عليه أئمة بخارى وسمرقند وعليه الفتوى كما قال الشارح الحنفي فعلم أن القيود ثلاثة أن لا يعتقد الكفر وأن لا يكون مكرها عليه وأن يكون غافلا عن كون ذلك اللفظ مكفرا وقيل إن الفتوى على أنه لا يكفر والجهل عذر واستظهره
(١٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 يقول العبد في بدء الأمالي * لتوحيد بنظم كاللآلي 5
2 اله الخلق مولانا قديم * وموصوف بأوصاف الكمال 8
3 هو الحي المدبر كل أمر * هو الحق المقدر ذو الجلال 11
4 مريد الخير والشر القبيح * ولكن ليس يرضى بالمحال 12
5 صفات الله ليست عين ذات * ولا غيرا سواه ذا انفصال 14
6 صفات الذات والإفعال طرا * قديمات مصونات الزوال 15
7 نسمي الله شيئا لا كالأشياء * وذاتا عن جهات الست خالي 17
8 وليس الاسم غيرا للمسمى * لدى أهل البصيرة خير آل 19
9 وما ان جوهر ربي وجسم * ولا كل وبعض ذو اشتمال 21
10 وفي الأذهان حق كون جزء * بلا وصف التجزي يا ابن خالي 23
11 وما القرآن مخلوقا تعالى * كلام الرب عن جنس المقال 25
12 ورب العرش فوق العرش لكن * بلا وصف التمكن واتصال 27
13 وما التشبيه للرحمن وجها * فصن عن ذاك أصناف الأهالي 29
14 ولا يمضى على الديان وقت * وأحوال وأزمان بحال 31
15 ومستغن إلهي عن نساء * وأولاد إناث أو رجال 32
16 كذا عن كل ذي عون ونصر * تفرد ذو الجلال وذو المعالي 33
17 يميت الخلق قهرا ثم يحيى * فيجزيهم على وفق الخصال 34
18 لأهل الخير جنات ونعما * وللكفار ادراك النكال 37
19 ولا يفنى الجحيم ولا الجنان * ولا أهل وهما أهل انتقال 39
20 يراه المؤمنون بغير كيف * وادراك وضرب من مثال 41
21 فينسون النعيم إذا رأوه * فيا خسران أهل الاعتزال 44
22 وما ان فعل أصلح ذو افتراض * على الهادي المقدس ذي التعالي 46
23 وفرض لازم تصديق رسل * وأملاك كرام بالتوالي 49
24 وختم الرسل بالصدر المعلى * نبي هاشمي ذو جمال 53
25 امام الأنبياء بلا اختلاف * وتاج الأصفياء بلا اختلال 54
26 وباق شرعه في كل وقت * إلى يوم القيامة وارتحال 58
27 وحق امر معراج وصدق * ففيه نص أخبار عوال 60
28 وان الأنبياء لفي أمان * عن العصيان عمدا وانعزال 62
29 وما كانت نبيا قط أنثى * ولا عبد وشخص ذو افتعال 64
30 وذو القرنين لم يعرف نبيا * كذا لقمان فاحذر عن جدال 66
31 وعيسى سوف يأتي ثم يتوي * لدجال شقي ذي خبال 68
32 كرامات الولي بدار دنيا * لها كون فهم أهل النوال 72
33 ولم يفضل ولي قط دهرا * نبيا أو رسولا في انتحال 74
34 وللصديق رجحان جلي * على الأصحاب من غير احتمال 77
35 وللفاروق رجحان وفضل * على عثمان ذي النورين عالي 78
36 وذو النورين حقا كان خيرا * من الكرار في صف القتال 80
37 وللكرار فضل بعد هذا * على الأغيار طرا لا تبال 81
38 وللصديقة الرجحان فاعلم * على الزهراء في بعض الخلال 84
39 ولم يلعن يزيدا بعد موت * سوى المكثار في الاغراء غال 85
40 وايمان المقلد ذو اعتبار * بأنواع الدلائل كالنصال 88
41 وما عذر لذي عقل بجهل * بخلاق الأسافل والأعالي 90
42 وما ايمان شخص حال يأس * بمقبول لفقد الامتثال 92
43 وما أفعال خير في حساب * من الايمان مفروض الوصال 95
44 ولا يقضى بكفر وارتداد * بعهر أو بقتل واختزال 99
45 ومن ينو ارتدادا بعد دهر * يصر عن دين حق ذا انسلال 100
46 ولفظ الكفر من غير اعتقاد * بطوع رد دين باغتفال 103
47 ولا يحكم بكفر حال سكر * بما يهذي ويلغو بارتجال 105
48 وما المعدم مرئيا وشيئا * لفقه لاح في يمن الهلال 106
49 وغيران المكون لا كشئ * مع التكوين خذه لاكتحال 107
50 وان السحت رزق مثل حل * وان يكره مقالي كل قال 108
51 ودنيانا حديث والهيولي * عديم الكون فاسمع باجتذال 110
52 وللجنات والنيران كون * عليها مر أحوال خوال 112
53 وللدعوات تأثير بليغ * وقد ينفيه أصحاب الضلال 113
54 وفي الأجداث عن توحيد ربي * سيبلى كل شخص بالسؤال 116
55 وللكفار والفساق يقضى * عذاب القبر من سوء الفعال 118
56 حساب الناس بعد البعث حق * فكونوا بالتحرز عن وبال 119
57 ويعطى الكتب بعضا نحو يمنى * وبعضا نحو ظهر والشمال 121
58 وحق وزن اعمال وجري * على متن الصراط بلا اهتبال 123
59 ومرجو شفاعة أهل خير * لأصحاب الكبائر كالجبال 126
60 وذو الايمان لا يبقى مقيما * بسوء الذنب في دار اشتعال 130
61 دخول الناس في الجنات فضل * من الرحمن يا أهل الأمالي 132
62 يسلي القلب كالبشرى بروح * ويحيى الروح كالماء الزلال 135
63 فخوضوا فيه حفظا واعتقادا * تنالوا جنس أصناف المنال 137
64 وكونوا عون هذا العبد دهرا * بذكر الخير في حال ابتهال 138
65 لعل الله يعفوه بفضل * ويعطيه السعادة في المآل 138
66 وإني الحق أدعو كل وقت * لمن بالخير يوما قد دعا لي 139