هو الجزء الذي لا يتجزى وعند آخرين منهم ذات قائمة بنفسها يحل فيها الجسمية فيولد من ذلك القابل وذلك المقبول ذات الجسم فليحفظ هذا الكلام فإنه من مزالق الأقدام قال السعد رحمه الله فإن قيل هل لهذا الخلاف ثمرة قلنا نعم له ثمرة وهي أن في إثبات الجوهر نجات من كثير من ظلمات الفلاسفة مثل إثبات الهيولى والصورة المؤدي إلى قدم العالم ونفي حشر الأجساد وكثير من أصول الهندسة المبني عليها دوام حركة السماوات وامتناع الخرق والالتيام انتهى والله أعلم قال الناظم رحمه الله 11 وما القرآن مخلوقا تعالى * كلام الرب عن جنس المقال أي ليس القرآن كلام الله تعالى حادثا أحدثه الله تعالى باللفظ المركب من الحروف والأصوات لأن ذلك من صفات المخلوقين الحادثة وكلامه تعالى قديم منزه عن الحدوث وعن جنس ما يقوله الناس وعن كتابتهم وتلك إنما هي دوال على كلامه القديم إذ الشئ له وجود عينا ووجود ذهنا ووجود عبارة ووجود كتابة فالكتابة تدل على العبارة والعبارة تدل على ما في الذهن وما في الذهن يدل على ما في الخارج وهو الكلام القديم والدوال الثلاثة حادثة والقرآن يطلق بالاشتراك فيطلق على القراءة الحاصلة بالحروف وبالأصوات فهذه حادثة مخلوقة لله تعالى دالة على كلامه القديم بواسطة ما في الذهن فقولك سمعت القرآن فالمسموع إنما هو القراءة الحادثة الدالة على كلامه القديم فهي غيره ولذا صحت الإضافة في قولك قراءة القرآن عبادة ويطلق أيضا على ما بين الدفتين من النقوش المسمي بالمصحف وهذا حادث أيضا إذ هو فعل العبد والعبد بجميع أفعاله مخلوق ويطلق أيضا بالحقيقة على القرآن الحكيم كلام رب العالمين أي الذي نزل به الروح الأمين فعلمه سيد المرسلين فحيث وصف القرآن بما هو من لوازم القدم كقولنا القرآن غير مخلوق دل على أن المراد الكلام القديم القادم بذاته تعالى وحيث وصف بما هو من لوازم الحدوث كقولنا القرآن مخلوق دل على أن المعنى اللفظي أو النقوش الحادثة كقولنا فلان يحسن القرآن وقولك يحرم على الإطلاق لشموله كلامه تعالى القديم وشموله الحادث أيضا ولا يقال مخلوق لشموله لهما إلا عند نصب قرينة تبين المراد قال السعد رحمه الله على العقائد عقب القرآن بكلام الله تعالى لما ذكر المشايخ من أنه يقال القرآن كلام الله غير مخلوق لئلا يسبق إلى الفهم أن المؤلف من الأصوات والحرف قديم كما ذهب إليه بعض الحنابلة يعني به ابن تيمية الحراني جهلا وعنادا وأقام غير المخلوق مقام
(٢٥)