والمراد إجماع من يعتد بإجماعهم وما وقع في الكشاف في تفسير قوله تعالى إنه لقول رسول كريم الآية من أفضلية جبرائيل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فهو فرية اعتزالية الثانية طريقة الأوحدي والبيضاوي في قصر الخلاف على الملائكة العلوية وأما السفلية فلا خلاف في أن الأنبياء أفضل منهم لقوله تعالى يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض وقوله تعالى ويستغفرون للذين آمنوا الثالثة طريقة الإمام الماتريدي وهي الراجحة عندنا إن خواص البشر وهم الأنبياء أفضل من خواص الملائكة كجبرائيل وميكائيل وخواص الملائكة أفضل من عامة البشر والمراد بهم الصلحاء كالإمام أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وعامة البشر أفضل من عامة الملائكة وهم غير المرسل منهم كحملة العرش والكروبيين وأفضل الملائكة جبرائيل عليه السلام كما جزم به المحققون وقال بعضهم إسرافيل عليه السلام وسيأتي تمامه إن شاء الله تعالى قال الناظم رحمه الله 34 وختم الرسل بالصدر المعلى * نبي هاشمي ذي جمال الختم مصدر ختمت الشئ ختما أي طبعت على آخره ثم استعمل في إتمام كل شئ وخاتم كل شئ آخره وخاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم وأراد المص هنا أن الله تعالى ختم الرسل بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأنه لا نبي بعده كما نطق به الكتاب والسنة ولا يعارضه نزول عيسى عليه السلام لأنه يكون خليفة في الحكم بشريعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فيكون على دينه كما سيأتي والصدر في الأصل هو العضو المعروف في الإنسان استعير له صلى الله عليه وسلم إذ صدر كل شئ أشرفه قيل خص به لقوله تعالى ألم نشرح لك صدرك وفيه إشارة إلى أنه أول الرسل وجودا كما أنه آخرهم شهودا على ما ورد أول ما خلق الله نوري أو روحي وكنت نبيا وآدم بين الماء والطين والمعلى اسم مفعول أي الذي علاه الله ورفع مقامه على سائر المخلوقين حسا ومعنى والهاشمي نسبة إلى جده هاشم سمي بذلك لأنه أول من هشم = هشم الثريد لقومه أي كسر الخبز وفته وبله بالمرق فجعله ثريدا = منجد. الثريد لقريش بمكة وقيل غير ذلك وكان اسمه عمر العلا بن عبد مناف بن قصي وكان قصي يدعى مجتمعا وفيه يقول الشاعر:
أبوه قصي كان يدعى مجمعا * به جمع الله القبائل من فهر الإعراب وختم يصح أن يكون بالجر عطفا على رسل أي وتصديق بكون ختم الرسل بمحمد صلى الله عليه وسلم وبالصدر متعلق بختم ويصح أن يكون بالرفع متبدأ مضافا إلى الرسل