ويدل عليه قوله صلى الله عليه وسلم إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها الحديث وقالت الأشاعرة هما أزليتان لا تتغيران ولا تتبدلان فالسعادة الموت على الإيمان لتعلق العلم الأزلي بها والشقاوة الموت على الكفر لتعلق العلم الأزلي بها كذلك والسعيد من علم الله في الأزل موته على الإيمان وإن تقدم منه كفر والشقي من علم الله في الأزل موته على الكفر وإن تقدم منه إيمان فعلى هذا لا يتصور في السعيد أن يشقى ولا في الشقي أن يسعد والظاهر أن الخلاف في الختام لفظي وإنما يظهر الخلاف في الدوام فيجوز عندهم أن يقال أنا مؤمن إن شاء الله نظر للمآل لأنه مجهول الحصول ووافقهم الشافعي على ذلك وعند الماتريدية لا يجوز ذلك نظر للحال فلا بد أن يكون جاز ما بوجود الإيمان غير شاك فيه فإن وضع هذه الكلمة للشك ولذا بطل به الطلاق والعتاق واليمين والبيع ونحو ذلك فكيف يتحقق الإيمان مع وجود الشك ووافقهم على ذلك الإمام أبو حنيفة ومالك وأحمد رحمهم الله تعالى فافهم وتحقق هذا المقام فإنه من مزالق الأقدام وقد وقع فيه خبط من بعض الفضلاء الكرام.
الإعراب ذو الإيمان مبتدأ لا نافية ويبقى مضارع منفى بها وفاعله مستتر يعود إلى ذو الإيمان والجملة في محل رفع خبر المبتدأ ومقيما منصوب على الحال أو التمييز أو خبر يبقى على أنه بمعنى دام وبشوم جار ومجرور متعلق به والباء فيه للسببية والذنب مجرور بإضافة شوم من إضافة الصفة إلى الموصوف وفي دار اشتعال متعلق بما تعلق به شوم (وحاصل معنى البيت) إن المؤمن لا يبقى مخلدا في جهنم إن دخلها بسبب ما اقترفه في الدنيا من الكبائر وإن مات مصرا عليها بعد أن مات على الإيمان وإنما الخلود لمن مات على الكفر لما تقدم من الأدلة القاطعة بذلك كما تقدم والله أعلم وأحكم قال الناظم رحمه الله 61 دخول الناس في الجنات فضل * من الرحمن يا أهل الأمالي يعني أن دخول المؤمنين الجنة إنما هو بفضل الله تعالى وكرمه لأن العبد لا يستحقه بعمله ولو عمل جميع الطاعات ولم يعص الله تعالى قط إذ لو كان كذلك لكان واجبا عليه تعالى إثابته وقد ثبت بالدلائل القطعية أن مولانا لا يجب