التي هي عندهم جزء من حقيقة الإيمان على زعمهم ولا كافر لبقاء التصديق الذي هو أصل الإيمان واحتج كل من الفريقين بظواهر أدلة متروكة الظاهر مردودة بما في المطولات ونحن نقول إنه يكون بذلك عاصيا تحت المشيئة باقيا على إيمانه حيث لم يكن مستحلا شيئا من ذلك ولم تكن الكبيرة شركا قال الله تعالى إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ولا نقول إن المعصية لا تضر مع الإيمان كما لا تنفع الطاعة مع الكفر كما ذهب إليه أهل البدعة بل نقول لها دخل في ضعف الإيمان نعم إذا فعل المعصية على طريق الاستحلال أو ترك الطاعة على الإنكار أو الاستخفاف فلا كلام في أن يكون كفرا لكونه علامة التكذيب ولا نزاع في أن من المعاصي ما جعله الشارع إمارة التكذيب وعلم كونه كذلك بالأدلة الشرعية ولا يتوقف على النية كالسجود للصنم وإلقاء المصحف في القاذورات ونحو ذلك مما ثبت بالأدلة القطعية تنبيه الكفر لغة الستر وأصله الكفر بفتح الكاف سمي به لأنه ستر الإيمان وشرعا جحد ما علم بالضرورة مجئ النبي صلى الله عليه وسلم به كما مر وهو أربعة أقسام الأول كفر الجحود وهو أن يعرف الحق ولا يقر بلسانه ككفر إبليس وأمية بن أبي الصلت الثاني كفر النفاق وهو أن يقر بلسانه ولا يعتقد بقلبه كالمنافقين يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم الثالث إن يعلم بقلبه ويقر بلسانه ولكن يأبى أن يقبل الإيمان فلا يدين به ككفر أبي طالب حيث قال إني لأعلم أن دين محمد * من خير أديان البرية دينا لولا الملامة أو حذار سبته * لوحدتني سمحا بذاك مبنيا الرابع كفر الإنكار وهو أن يكفر بقلبه ولسانه ولا يعرف بوحدانية الله تعالى أصلا وبقي قسم خامس وهو الكفر الطارئ بأن يرجع عن الإيمان بعد التصديق والإذعان بالقلب واللسان وهذا القسم الذي أشار إليه المص والناظم رحمه الله تعالى 45 ومن ينو ارتدادا بعد دهر يصر عن دين حق ذا انسلال النية قصد القلب مطلقا واصطلاحا قصد القلب الجازم على فعل أو ترك والردة الرجوع عن الشئ مطلقا وفي الشرع قطع الإسلام بقول كفر أو فعله أو نيته والدهر والزمان والحين بمعنى واحد وقد تقدم الدهر في الأصل اسم لبقاء مدة العلم من مبدأ التكوين إلى أن ينقرض وقد يعبر به عن كل مدة طويلة ولم يتكلم
(١٠٠)