يسأل على رؤس الأشهاد فينفضح بالسؤال ومنهم من لم يطلع على سؤاله أحد كما قال عليه السلام إن الله يدني المؤمن فيضع عليه كنفه وسره فيقول أتعرف ذنب كذا أتعرف ذنب كذا فيقول نعم أي رب حتى إذا قرره بذنوبه ورآى في نفسه أنه قد هلك قال سترتها عليك في الدنيا وإن أغفرها لك اليوم فيعطيه الله كتاب حسناته وأما الكافرون والمنافقون فينادى لهم على رؤس الخلائق هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة على الظالمين وروى الإمام أحمد رحمه الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يقتص للخلق بعضهم من بعض حتى للجماء من القرناء وحتى للذرة من الدرة وقال ليختصمن كل شئ يوم القيامة حتى الشاتان فيما انتطحا ذكره علي قاري قالوا اختلف في دخول الجن الجنة على أربعة أقوال أحدها نعم الثاني لا بل يكونون في ربضها الثالث أنهم على الأعراف الرابع الوقف وحكى القول بدخولهم عن أكثر العلماء وعن مجاهد أنهم إذا دخلوا الجنة لا يأكلون ولا يشربون ويلهمون من التسبيح والتقديس ما يجده أهل الجنة من لذة الطعام والشراب ذكر الحارث المحاسبي إنا نراهم إذ ذاك وهم لا يروننا عكس ما كانوا عليه في الدنيا الإعراب حساب مضاف إلى الناس مبتدأ من إضافة المصدر إلى مفعوله أي حساب الله الناس وبعد منصوب على الظرفية مضاف إلى البعث و حق خبر المبتدأ فكونوا الفاء فصحيحة أو تفريعية وكونوا فعل أمر من كان الناقصة واسمها مستتر وبالتحرز متعلق بخبر كان المحذوف أي متلبسين أو متسمين بالتحرز عن وبال أي سوء العاقبة يعني عن الأنام من إطلاق السبب وإرادة المسبب ومعنى البيت قد ظهر تتمة يحاسب العبد يوم القيامة بلا ترجمان فالله يسأل والعبد يجيب وأول شئ يحاسب عليه الصلاة وأول ما يقضى بين الناس في الدماء رواه ابن بريدة مرفوعا وأول من يساق إلى النار من الآدميين قابيل لأنه رأس هذه الخطيئة ومن الجن إبليس لعنة الله تعالى والله أعلم قال الناظم رحمه الله 57 ويعطى الكتب بعضا نحو يمنى * وبعضا نحو ظهر الشمال الكتب بضمتين جمع كتاب وخفف بالسكون وهو قليل والمراد بها الصحائف التي أثبت فيها طاعات العباد ومعاصيهم بضبط الكاتبين على كل عبد جميع أقواله وأفعاله وما أسلفه في دار الدنيا مدة حياته كما قال تعالى ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد وظاهر بعض الأخبار أن الذي يعرض ما بقي فيها بعد المحو منها لقوله
(١٢١)