نخبة اللآلي شرح بدأ الأمالي - محمد بن سليمان الحلبي - الصفحة ١٠٤
بعض المشايخ لأن الجهل غالب في أكثر العوام بحيث لا يميزون بين الألفاظ المكفرة وغيرها فيلزم عليه تكفير كثير من المسلمين ولو اعتقد مع ذلك الكفر يكفر اتفاقا ولو كان يعلم أن ذلك اللفظ مكفر فتلفظ به عمدا عن طوع من غير اعتقاد غير حاك له عن غيره يكفر أيضا فتحصل المسألة بأربعة أوجه يكفر في صورتين ولا يكفر في صورة والخلاف في صورة المتن وقد علمت ما فيها وبقي وجه خامس وهو ما إذا سبق لسانه غلطا إلى كلمة كفر فإنه لا يكفر بخلاف الطلاق والعتاق وسادس وهو ما إذا نقله على لسان غيره كقوله: النصارى يقولون المسيح ابن الله فلا يكفر اتفاقا ثم الإكراه المبيح للتلفظ به لا بد أن يكون بما يزيل الرضاء بأن لا يكون بنحو قتل أو قطع عضو أو ضرب يخاف منه تلف النفس مع اطمئنان قلبه بالإيمان كما وقع لعمار بن ياسر رضي الله عنه حين أسره المشركون ولم يخلوا سبيله حتى تكلم بالنبي صلى الله عليه وسلم فحين جائه قال له صلى الله عليه وسلم ما تركت وراءك قال شرا يا رسول الله ثم أخبره بذلك فقال عليه السلام كيف وجدت قلبك قال مطمئنا بالإيمان فقال عليه السلام إن عادوا فعد قيل أي فعد إلى التكلم مع الاطمئنان وقيل إلى الاطمئنان وفيه نزل قوله تعالى إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان الآية وإن صبر على القتل كان مأجورا كما روي أن خبيبا رضي الله عنه صبر على القتل حتى صلب فسماه النبي صلى الله عليه وسلم سيد الشهداء ولو أكره بقيد أو حبس أو أخذ مال أو ضرب قيل لا يخاف منه تلف نفس أو عضو لا يباح له ذلك قال علي قاري رحمه الله ثم من فروع الارتداد أنه تبطل أعماله الصالحة وتقع الفرقة بينه وبين امرأته ولو جدد الإيمان خلافا للشافعي لأنه لا يبطلها إلا بالموت على الكفر وعندنا تعود أعماله السابقة لكن قالوا تعود بلا ثواب ويجب عليه حجة الإسلام لأن وقت الحج ممتد إلى آخر العمر وكذا لو أسلم في آخر وقت صلاة ارتد في أوله بعد أدائها يجب إعادتها لبقاء الوقت وإمكان التدارك وأما الصلوات ونحوها الواقعة في أيام الارتداد فلا يجب قضائها قال شيخنا أقول وكذا يبطل وقفه وروايته للحديث فيجب إعادة وقفه بعد الإسلام كما صرح بذلك في كتب الفروع انتهى والألفاظ المكفرة وغير المكفرة والمختلف فيها مذكورة في المطولات وقد بالغ في ذلك صاحب البزازية وقال إن الرجل ليتكلم بالكلمة فيهوي بها في النار فهو لا يدري فينبغي للمسلم أن يتحرز في كلامه عن سقطات اللسان وإذا طغى لسانه من غير قصد ينبغي أن يحمل على وجه حسن ولو رواية ضعيفة لئلا يلزم عليه تكفير
(١٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 يقول العبد في بدء الأمالي * لتوحيد بنظم كاللآلي 5
2 اله الخلق مولانا قديم * وموصوف بأوصاف الكمال 8
3 هو الحي المدبر كل أمر * هو الحق المقدر ذو الجلال 11
4 مريد الخير والشر القبيح * ولكن ليس يرضى بالمحال 12
5 صفات الله ليست عين ذات * ولا غيرا سواه ذا انفصال 14
6 صفات الذات والإفعال طرا * قديمات مصونات الزوال 15
7 نسمي الله شيئا لا كالأشياء * وذاتا عن جهات الست خالي 17
8 وليس الاسم غيرا للمسمى * لدى أهل البصيرة خير آل 19
9 وما ان جوهر ربي وجسم * ولا كل وبعض ذو اشتمال 21
10 وفي الأذهان حق كون جزء * بلا وصف التجزي يا ابن خالي 23
11 وما القرآن مخلوقا تعالى * كلام الرب عن جنس المقال 25
12 ورب العرش فوق العرش لكن * بلا وصف التمكن واتصال 27
13 وما التشبيه للرحمن وجها * فصن عن ذاك أصناف الأهالي 29
14 ولا يمضى على الديان وقت * وأحوال وأزمان بحال 31
15 ومستغن إلهي عن نساء * وأولاد إناث أو رجال 32
16 كذا عن كل ذي عون ونصر * تفرد ذو الجلال وذو المعالي 33
17 يميت الخلق قهرا ثم يحيى * فيجزيهم على وفق الخصال 34
18 لأهل الخير جنات ونعما * وللكفار ادراك النكال 37
19 ولا يفنى الجحيم ولا الجنان * ولا أهل وهما أهل انتقال 39
20 يراه المؤمنون بغير كيف * وادراك وضرب من مثال 41
21 فينسون النعيم إذا رأوه * فيا خسران أهل الاعتزال 44
22 وما ان فعل أصلح ذو افتراض * على الهادي المقدس ذي التعالي 46
23 وفرض لازم تصديق رسل * وأملاك كرام بالتوالي 49
24 وختم الرسل بالصدر المعلى * نبي هاشمي ذو جمال 53
25 امام الأنبياء بلا اختلاف * وتاج الأصفياء بلا اختلال 54
26 وباق شرعه في كل وقت * إلى يوم القيامة وارتحال 58
27 وحق امر معراج وصدق * ففيه نص أخبار عوال 60
28 وان الأنبياء لفي أمان * عن العصيان عمدا وانعزال 62
29 وما كانت نبيا قط أنثى * ولا عبد وشخص ذو افتعال 64
30 وذو القرنين لم يعرف نبيا * كذا لقمان فاحذر عن جدال 66
31 وعيسى سوف يأتي ثم يتوي * لدجال شقي ذي خبال 68
32 كرامات الولي بدار دنيا * لها كون فهم أهل النوال 72
33 ولم يفضل ولي قط دهرا * نبيا أو رسولا في انتحال 74
34 وللصديق رجحان جلي * على الأصحاب من غير احتمال 77
35 وللفاروق رجحان وفضل * على عثمان ذي النورين عالي 78
36 وذو النورين حقا كان خيرا * من الكرار في صف القتال 80
37 وللكرار فضل بعد هذا * على الأغيار طرا لا تبال 81
38 وللصديقة الرجحان فاعلم * على الزهراء في بعض الخلال 84
39 ولم يلعن يزيدا بعد موت * سوى المكثار في الاغراء غال 85
40 وايمان المقلد ذو اعتبار * بأنواع الدلائل كالنصال 88
41 وما عذر لذي عقل بجهل * بخلاق الأسافل والأعالي 90
42 وما ايمان شخص حال يأس * بمقبول لفقد الامتثال 92
43 وما أفعال خير في حساب * من الايمان مفروض الوصال 95
44 ولا يقضى بكفر وارتداد * بعهر أو بقتل واختزال 99
45 ومن ينو ارتدادا بعد دهر * يصر عن دين حق ذا انسلال 100
46 ولفظ الكفر من غير اعتقاد * بطوع رد دين باغتفال 103
47 ولا يحكم بكفر حال سكر * بما يهذي ويلغو بارتجال 105
48 وما المعدم مرئيا وشيئا * لفقه لاح في يمن الهلال 106
49 وغيران المكون لا كشئ * مع التكوين خذه لاكتحال 107
50 وان السحت رزق مثل حل * وان يكره مقالي كل قال 108
51 ودنيانا حديث والهيولي * عديم الكون فاسمع باجتذال 110
52 وللجنات والنيران كون * عليها مر أحوال خوال 112
53 وللدعوات تأثير بليغ * وقد ينفيه أصحاب الضلال 113
54 وفي الأجداث عن توحيد ربي * سيبلى كل شخص بالسؤال 116
55 وللكفار والفساق يقضى * عذاب القبر من سوء الفعال 118
56 حساب الناس بعد البعث حق * فكونوا بالتحرز عن وبال 119
57 ويعطى الكتب بعضا نحو يمنى * وبعضا نحو ظهر والشمال 121
58 وحق وزن اعمال وجري * على متن الصراط بلا اهتبال 123
59 ومرجو شفاعة أهل خير * لأصحاب الكبائر كالجبال 126
60 وذو الايمان لا يبقى مقيما * بسوء الذنب في دار اشتعال 130
61 دخول الناس في الجنات فضل * من الرحمن يا أهل الأمالي 132
62 يسلي القلب كالبشرى بروح * ويحيى الروح كالماء الزلال 135
63 فخوضوا فيه حفظا واعتقادا * تنالوا جنس أصناف المنال 137
64 وكونوا عون هذا العبد دهرا * بذكر الخير في حال ابتهال 138
65 لعل الله يعفوه بفضل * ويعطيه السعادة في المآل 138
66 وإني الحق أدعو كل وقت * لمن بالخير يوما قد دعا لي 139