نخبة اللآلي شرح بدأ الأمالي - محمد بن سليمان الحلبي - الصفحة ٩٩
44 ولا يقضى بكفر وارتداد * بعهر أو بقتل واختزال العهر بفتح العين المهملة وسكون الهاء الزنا واسم الفاعل منه عاهر ومنه قوله عليه السلام الولد للفراش وللعاهر الحجر أي وللزاني الرجم بالحجر والمراد بالقتل قتل النفس المعصومة عمدا بغير حق غير مستحل قتلها ويتبعه قتل عضو معصوم كذلك والاختزال بالخاء المعجمة والتاء المثناة والزاء أي الاقتطاع والمراد اقتطاع مال معصوم بغير حق كالسرقة ونحوها وفي معنى ذلك جميع مظالم العباد فإنها كلها كبائر وإنما اقتصر على هذه الثلاثة منها لأنها أعظمها بعد الكفر ولذا خصها عليه السلام بالذكر في النهي عن انتهاكها بقوله كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه رواه مسلم وجعلها كل المسلم لأن قوامه بها وروي ابن عمر رضي الله عنهما أنها تسعة أعظمها الشرك بالله تعالى ثم قتل النفس وقذف المحصن والزنا والفرار من الزحف والسحر وأكل مال اليتيم وعقوق الوالدين المسلمين والإلحاد في الحرم أي الذنب فيه قيل ولو صغيرة فالكبيرة فيه كبيرتان وزاد فيه أبو هريرة رضي الله عنه أكل الربا وزاد علي رضي الله عنه السرقة وشرب الخمر وقيل هي كل ما توعد عليه الشارع بخصوصه في كتاب أو سنة وقيل كل معصية أصر عليها العبد فهي كبيرة وما استغفر عنها فهي صغيرة وقيل غير ذلك وبالجملة فالمؤمن لا يخرج عن إيمانه بفعل شئ منها أو فعل كلها ما عدا الكفر الإعراب لا نافية يقضى مضارع مبني للمفعول من قضى بمعنى قدر أو قطع والمراد أن لا يحكم أو لا يقطع بكفره ونائب فاعله محذوف أي على المؤمن وبكفر متعلق بيقضى وارتداد معطوف على كفر وبعهر وما عطف عليه متعلق بكفر والباء سببية واو بمعنى الواو أو على بابها وهو أبلغ (وحاصل معنى البيت) إنه لا يحكم بكفر المؤمن عن الإسلام وخروجه عن الإيمان بسبب ارتكابه زنا أو قتل نفس أو سرقة مال معصوم أو غير ذلك كترك عبادة تكاسلا أو كل ما هو كبيرة غير الكفر فإن شيئا من ذلك أو مجموعه لا يخرج المؤمن من إيمانه لبقاء التصديق ما لم يستحل شيئا من ذلك وهذا مذهب أهل السنة والجماعة خلافا للخوارج حيث قالوا بكفره وخلوده في النار زعما بأن الإيمان لا يجامع المعصية ولا واسطة عندهم بين الكفر والإيمان بخلاف المعتزلة حيث زعموا أن مرتكب الكبيرة ليس بمؤمن ولا كافر وثبتوا له منزلة بين المنزلتين يزعمون أنه ليس بمؤمن لانتفاء الأعمال الصالحة
(٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 يقول العبد في بدء الأمالي * لتوحيد بنظم كاللآلي 5
2 اله الخلق مولانا قديم * وموصوف بأوصاف الكمال 8
3 هو الحي المدبر كل أمر * هو الحق المقدر ذو الجلال 11
4 مريد الخير والشر القبيح * ولكن ليس يرضى بالمحال 12
5 صفات الله ليست عين ذات * ولا غيرا سواه ذا انفصال 14
6 صفات الذات والإفعال طرا * قديمات مصونات الزوال 15
7 نسمي الله شيئا لا كالأشياء * وذاتا عن جهات الست خالي 17
8 وليس الاسم غيرا للمسمى * لدى أهل البصيرة خير آل 19
9 وما ان جوهر ربي وجسم * ولا كل وبعض ذو اشتمال 21
10 وفي الأذهان حق كون جزء * بلا وصف التجزي يا ابن خالي 23
11 وما القرآن مخلوقا تعالى * كلام الرب عن جنس المقال 25
12 ورب العرش فوق العرش لكن * بلا وصف التمكن واتصال 27
13 وما التشبيه للرحمن وجها * فصن عن ذاك أصناف الأهالي 29
14 ولا يمضى على الديان وقت * وأحوال وأزمان بحال 31
15 ومستغن إلهي عن نساء * وأولاد إناث أو رجال 32
16 كذا عن كل ذي عون ونصر * تفرد ذو الجلال وذو المعالي 33
17 يميت الخلق قهرا ثم يحيى * فيجزيهم على وفق الخصال 34
18 لأهل الخير جنات ونعما * وللكفار ادراك النكال 37
19 ولا يفنى الجحيم ولا الجنان * ولا أهل وهما أهل انتقال 39
20 يراه المؤمنون بغير كيف * وادراك وضرب من مثال 41
21 فينسون النعيم إذا رأوه * فيا خسران أهل الاعتزال 44
22 وما ان فعل أصلح ذو افتراض * على الهادي المقدس ذي التعالي 46
23 وفرض لازم تصديق رسل * وأملاك كرام بالتوالي 49
24 وختم الرسل بالصدر المعلى * نبي هاشمي ذو جمال 53
25 امام الأنبياء بلا اختلاف * وتاج الأصفياء بلا اختلال 54
26 وباق شرعه في كل وقت * إلى يوم القيامة وارتحال 58
27 وحق امر معراج وصدق * ففيه نص أخبار عوال 60
28 وان الأنبياء لفي أمان * عن العصيان عمدا وانعزال 62
29 وما كانت نبيا قط أنثى * ولا عبد وشخص ذو افتعال 64
30 وذو القرنين لم يعرف نبيا * كذا لقمان فاحذر عن جدال 66
31 وعيسى سوف يأتي ثم يتوي * لدجال شقي ذي خبال 68
32 كرامات الولي بدار دنيا * لها كون فهم أهل النوال 72
33 ولم يفضل ولي قط دهرا * نبيا أو رسولا في انتحال 74
34 وللصديق رجحان جلي * على الأصحاب من غير احتمال 77
35 وللفاروق رجحان وفضل * على عثمان ذي النورين عالي 78
36 وذو النورين حقا كان خيرا * من الكرار في صف القتال 80
37 وللكرار فضل بعد هذا * على الأغيار طرا لا تبال 81
38 وللصديقة الرجحان فاعلم * على الزهراء في بعض الخلال 84
39 ولم يلعن يزيدا بعد موت * سوى المكثار في الاغراء غال 85
40 وايمان المقلد ذو اعتبار * بأنواع الدلائل كالنصال 88
41 وما عذر لذي عقل بجهل * بخلاق الأسافل والأعالي 90
42 وما ايمان شخص حال يأس * بمقبول لفقد الامتثال 92
43 وما أفعال خير في حساب * من الايمان مفروض الوصال 95
44 ولا يقضى بكفر وارتداد * بعهر أو بقتل واختزال 99
45 ومن ينو ارتدادا بعد دهر * يصر عن دين حق ذا انسلال 100
46 ولفظ الكفر من غير اعتقاد * بطوع رد دين باغتفال 103
47 ولا يحكم بكفر حال سكر * بما يهذي ويلغو بارتجال 105
48 وما المعدم مرئيا وشيئا * لفقه لاح في يمن الهلال 106
49 وغيران المكون لا كشئ * مع التكوين خذه لاكتحال 107
50 وان السحت رزق مثل حل * وان يكره مقالي كل قال 108
51 ودنيانا حديث والهيولي * عديم الكون فاسمع باجتذال 110
52 وللجنات والنيران كون * عليها مر أحوال خوال 112
53 وللدعوات تأثير بليغ * وقد ينفيه أصحاب الضلال 113
54 وفي الأجداث عن توحيد ربي * سيبلى كل شخص بالسؤال 116
55 وللكفار والفساق يقضى * عذاب القبر من سوء الفعال 118
56 حساب الناس بعد البعث حق * فكونوا بالتحرز عن وبال 119
57 ويعطى الكتب بعضا نحو يمنى * وبعضا نحو ظهر والشمال 121
58 وحق وزن اعمال وجري * على متن الصراط بلا اهتبال 123
59 ومرجو شفاعة أهل خير * لأصحاب الكبائر كالجبال 126
60 وذو الايمان لا يبقى مقيما * بسوء الذنب في دار اشتعال 130
61 دخول الناس في الجنات فضل * من الرحمن يا أهل الأمالي 132
62 يسلي القلب كالبشرى بروح * ويحيى الروح كالماء الزلال 135
63 فخوضوا فيه حفظا واعتقادا * تنالوا جنس أصناف المنال 137
64 وكونوا عون هذا العبد دهرا * بذكر الخير في حال ابتهال 138
65 لعل الله يعفوه بفضل * ويعطيه السعادة في المآل 138
66 وإني الحق أدعو كل وقت * لمن بالخير يوما قد دعا لي 139