فتوضأ ثم قرأ طه إلى قوله تعالى إنني أنا الله لا الله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكرى وفي رواية سورة الحديد إلى قوله آمنوا بالله ورسوله فقال دلوني على محمد فلما سمع خباب قول عمر خرج من البيت فقال أبشر يا عمر فإني أرجو أن تكون دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم لك ليلة الخميس اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب أو بعمرو بن هشام قال وأين رسول الله قال في الدار التي أسفل الصفا فانطلق حتى أتى الدار وكان على الباب حمزة وطلحة وناس من الصحابة فلما رأى حمزة وجل الوقم من عمر قال نعم هذا عمر فإن يرد الله بقمر خيرا يسلم ويتبع النبي صلى الله عليه وسلم وإن يكن غير ذلك يكن قتله علينا هينا وكان النبي صلى الله عليه وسلم داخل الدار يوحى إليه فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى عمر فأخذ بمجامع ثوبه وحمائل سيفه فقال أما أنت منته يا عمر حتى ينزل الله بك من الخزي والنكال ما أنزل بالوليد بن المغيرة اللهم هذا عمر بن الخطاب اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب فقال أشهد أنك رسول الله وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال قال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله فكبر أهل الدار تكبيرة سمعها أهل المسجد ثم قال يا رسول الله السنا على ألحق إن متنا وإن حيينا قال بلى والذي نفسي بيده إنكم على الحق إن متم وإن حييتم قال عمر ففيم الاختفاء والذي بعثك بالحق لنخرجن فخرج في صفين حمزة في أحدهما وعمر في الآخر حتى دخلوا المسجد فنظرت إليهم قريش وإلى حمزة وإلى عمر فأصابتهم كآبة لم يصبهم مثلها فلقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم ح بالفاروق إما لأنه فرق الصحابة فرقتين أو لأنه فرق بين ألحق والباطل وصح أنه لما أسلم نزل جبرائيل عليه السلام وقال يا محمد قد استبشر أهل السماء بإسلام عمر وأن المشركين قالوا قد انتصف القوم اليوم منا وأنزل على النبي صلى الله عليه وسلم يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين وهو أول من لقب بأمير المؤمنين وعد مناقبه يضيق عنها المقام وقدمنا بعضا منها رضي الله وأرضاه ولي الخلافة عشر سنين وستة أشهر وخمس ليال واستكمل سن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوفي أول المحرم سنة أربع وعشرين طعنه أبو لؤلؤة غلام المغيرة بن شعبة المجوسي لعنه الله بالمدينة يوم الأربعاء لأربع بقين من ذي الحجة سنة ثلث وعشرين من الهجرة ودفن رضي الله عنه يوم الأحد وناحت عليه الجن روي أنه قال لولده عبد الله رضي الله عنه وعنه اذهب إلى أم المؤمنين عائشة وقل لها يستأذن منك عمران يدفن مع صاحبه فذهب إليها فقالت كنت أريده تعني المكان
(٧٩)