قال الثوري نقولا عنه آثارا كثيرة تدل على أنه علم السنة والشهر والليلة التي يقتل فيها وأنه لما خرج إلى صلاة الصبح صاحت الرواقي أي الديوك في وجهه فقال دعوهن فإنهن نوايح وروي أنه جاء إليه رجل من مراد وهو يصلي في المسجد فقال له احترس فإن أناسا من مراد يريدون قتلك فقال إن مع كل رجل ملكين يحفظانه مما لم يقدر عليه فإذا جاء القدر خليا بينه وبينه فإن الأجل حصينة ضربة عبد الرحمن المرادي بن ملجم بسيف مسموم في جبهته فأوصله إلى دماغه ليلة الجمعة وتوفي ليلة الأحد التاسع أو سابع عشر من رمضان سنة أربعين ثم بعد الأربعة الخلفاء رضي الله عنهم في الفضل بقية العشرة المشهود لهم بالجنة والإجماع على ذلك روى أصحاب السنن وصححه الترمذي عن سعيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عشرة في الجنة أبو بكر في الجنة وعمر في الجنة وعثمان في الجنة وعلي في الجنة والزبير في الجنة وطلحة في الجنة وعبد الرحمن في الجنة وأبو عبيدة في الجنة وسعد بن أبي وقاص في الجنة وسعيد بن زيد في الجنة ولم يرد صريح تفضيل بين هؤلاء الستة وممن شهد له بالجنة فاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم لما في الحديث الصحيح أن فاطمة أسعد النساء وأن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ثم أهل بدر وفي الحديث الصحيح لعل الله اطلع على أهل بدر فقال لهم اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ويليهم أهل أحد الذين شهدوا وقعتها ويليهم أهل بيعة الرضوان قال عليه السلام لا يدخل النار أحد ممن بايع تحت الشجرة رواه أبو داود ونقل أبو منصور التميمي الإجماع على هذا الترتيب وهذا باعتبار من حضر إحدى الغزوات دون غيرها وإلا فقد يكون أحديا بدريا مثلا فافهم ثم سائر الصحابة رضي الله عنهم أفضل من غيرهم من بقية الأمة قال عليه السلام لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه رواه مسلم فباقي الأمة أفضل من سائر الأمم قال تعالى كنتم خيرا أمة أخرجت للناس، وذلك مع اختلاف مراتبهم باختلاف أوصافهم وأعمالهم فمنهم العالم والعابد والتالي والسابق والمقتصد والظالم لنفسه وقد قال بعض العلماء: من الدين تفضيل الشيخين يعني أبا بكر وعمر وحب الختنين يعني عثمان وعليا لأن الختن هو الصهر ومن جعلهما الحسن والحسين فقد غلط كما نبه عليه غير واحد وأن يرى المسح على الخفين ويعتقد أن أبا حنيفة إمامنا ومالكا والشافعي وأحمد وسائر أئمة أهل السنة على هدى من ربهم
(٨٣)