نخبة اللآلي شرح بدأ الأمالي - محمد بن سليمان الحلبي - الصفحة ٧٥
أفصح من تشديدها وهي لاستغراق ما مضى من الزمان وتختص بالنفي يقال ما فعلتها قط وبعض العامة لا أفعله قط وهو ولحن واشتقاقه من قططت الشئ أي قطعته فمعنى ما فعلته قط ما فعلته فيما انقطع من العمر لأن الماضي منقطع عن الحال فيكون قوله دهرا تأكيدا والدهر هو الزمان كما قدمنا وتقدم أيضا معنى النبي والرسول والانتحال افتعال قيل هو الادعاء الكذب وقيل المراد به مرتبة الشرف وهذا حل مراد لا حل معنى لما في القاموس أنحله وتنحله ادعاه لنفسه وهو لغيره ونحله القول كمنعه نسبه إليه انتهى فالمعنى ههنا أن الولي مهما نسب إليه من الكرامات وإن عظمت لم يجز أن يدعي أن مرتبته تعدل مرتبة نبي أو رسول وقيل معناه العطية يعني أنه مأخوذ من النحلة أي العطية لأن الكرامة عطاء الله تعالى ثم اعلم أن كلام المص رحمه الله لا يخلو عن مسامحة لأن نفي التفضيل يصدق بالمواساة ولا قائل به أيضا فكان الأولى تبديل كلمة يفضل بيعدل أو نحوها أو أن يقول ومرتبة الولاية لا توازي لمرتبة النبوة في انتحال وقد يقال كان مراده الرد على القائل بذلك فصرح به كما سنذكره الإعراب يفضل مجزوم بلم وولي فاعله وقط ظرف زمان ودهرا منصوب على الظرفية أيضا والعامل فيهما يفضل فهو من ذكر العام بعد الخاص ونبيا مفعول يفضل واو بمعنى الواو بمعنى بل فتكون للإضراب لأن الولي إذا لم يفضل النبي لم يفضل الرسول بالأولى وهذا بناء على ما في بعض النسخ من تقديم رسولا على نبيا فيكون المعنى لا يفضل الولي رسولا بل ولا نبيا فضلا عن رسولا وأما على ما في أكثرها من تقديم نبيا فيتعين أن تكون بمعنى الواو أو بمعنى ولا على ما قاله ابن مالك في وقوعها في مثل ذلك وإن ردة ابن هشام أي لم يفضل الولي نبيا ولا رسولا وهذا مستقيم على النسختين وفي انتحال متعلق بيفضل (وحاصل معنى البيت) إن الولي وإن علت رتبته وعظمت كرامته لا يفضل نبيا ولا رسولا ولا يساوي ولا يبلغ مرتبة أحدهما في زمن من الأزمنة أو لم يقع ذلك في جميع الدهر لأن الولي إنسان صالح تابع لسنة الرسول ولا يصح أن يكون التابع أعلى من المتبوع أو في رتبته وقد قال عليه السلام في حق أبي بكر رضي الله عنه ما طلعت الشمس ولا غربت على أحد بعد النبيين أفضل من أبي بكر،، فإن فيه دلالة صريحة على أن النبي أفضل من أبي بكر مع أن أبا بكر أفضل من غير الأنبياء فيكون النبي أفضل من سائر الأولياء
(٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 يقول العبد في بدء الأمالي * لتوحيد بنظم كاللآلي 5
2 اله الخلق مولانا قديم * وموصوف بأوصاف الكمال 8
3 هو الحي المدبر كل أمر * هو الحق المقدر ذو الجلال 11
4 مريد الخير والشر القبيح * ولكن ليس يرضى بالمحال 12
5 صفات الله ليست عين ذات * ولا غيرا سواه ذا انفصال 14
6 صفات الذات والإفعال طرا * قديمات مصونات الزوال 15
7 نسمي الله شيئا لا كالأشياء * وذاتا عن جهات الست خالي 17
8 وليس الاسم غيرا للمسمى * لدى أهل البصيرة خير آل 19
9 وما ان جوهر ربي وجسم * ولا كل وبعض ذو اشتمال 21
10 وفي الأذهان حق كون جزء * بلا وصف التجزي يا ابن خالي 23
11 وما القرآن مخلوقا تعالى * كلام الرب عن جنس المقال 25
12 ورب العرش فوق العرش لكن * بلا وصف التمكن واتصال 27
13 وما التشبيه للرحمن وجها * فصن عن ذاك أصناف الأهالي 29
14 ولا يمضى على الديان وقت * وأحوال وأزمان بحال 31
15 ومستغن إلهي عن نساء * وأولاد إناث أو رجال 32
16 كذا عن كل ذي عون ونصر * تفرد ذو الجلال وذو المعالي 33
17 يميت الخلق قهرا ثم يحيى * فيجزيهم على وفق الخصال 34
18 لأهل الخير جنات ونعما * وللكفار ادراك النكال 37
19 ولا يفنى الجحيم ولا الجنان * ولا أهل وهما أهل انتقال 39
20 يراه المؤمنون بغير كيف * وادراك وضرب من مثال 41
21 فينسون النعيم إذا رأوه * فيا خسران أهل الاعتزال 44
22 وما ان فعل أصلح ذو افتراض * على الهادي المقدس ذي التعالي 46
23 وفرض لازم تصديق رسل * وأملاك كرام بالتوالي 49
24 وختم الرسل بالصدر المعلى * نبي هاشمي ذو جمال 53
25 امام الأنبياء بلا اختلاف * وتاج الأصفياء بلا اختلال 54
26 وباق شرعه في كل وقت * إلى يوم القيامة وارتحال 58
27 وحق امر معراج وصدق * ففيه نص أخبار عوال 60
28 وان الأنبياء لفي أمان * عن العصيان عمدا وانعزال 62
29 وما كانت نبيا قط أنثى * ولا عبد وشخص ذو افتعال 64
30 وذو القرنين لم يعرف نبيا * كذا لقمان فاحذر عن جدال 66
31 وعيسى سوف يأتي ثم يتوي * لدجال شقي ذي خبال 68
32 كرامات الولي بدار دنيا * لها كون فهم أهل النوال 72
33 ولم يفضل ولي قط دهرا * نبيا أو رسولا في انتحال 74
34 وللصديق رجحان جلي * على الأصحاب من غير احتمال 77
35 وللفاروق رجحان وفضل * على عثمان ذي النورين عالي 78
36 وذو النورين حقا كان خيرا * من الكرار في صف القتال 80
37 وللكرار فضل بعد هذا * على الأغيار طرا لا تبال 81
38 وللصديقة الرجحان فاعلم * على الزهراء في بعض الخلال 84
39 ولم يلعن يزيدا بعد موت * سوى المكثار في الاغراء غال 85
40 وايمان المقلد ذو اعتبار * بأنواع الدلائل كالنصال 88
41 وما عذر لذي عقل بجهل * بخلاق الأسافل والأعالي 90
42 وما ايمان شخص حال يأس * بمقبول لفقد الامتثال 92
43 وما أفعال خير في حساب * من الايمان مفروض الوصال 95
44 ولا يقضى بكفر وارتداد * بعهر أو بقتل واختزال 99
45 ومن ينو ارتدادا بعد دهر * يصر عن دين حق ذا انسلال 100
46 ولفظ الكفر من غير اعتقاد * بطوع رد دين باغتفال 103
47 ولا يحكم بكفر حال سكر * بما يهذي ويلغو بارتجال 105
48 وما المعدم مرئيا وشيئا * لفقه لاح في يمن الهلال 106
49 وغيران المكون لا كشئ * مع التكوين خذه لاكتحال 107
50 وان السحت رزق مثل حل * وان يكره مقالي كل قال 108
51 ودنيانا حديث والهيولي * عديم الكون فاسمع باجتذال 110
52 وللجنات والنيران كون * عليها مر أحوال خوال 112
53 وللدعوات تأثير بليغ * وقد ينفيه أصحاب الضلال 113
54 وفي الأجداث عن توحيد ربي * سيبلى كل شخص بالسؤال 116
55 وللكفار والفساق يقضى * عذاب القبر من سوء الفعال 118
56 حساب الناس بعد البعث حق * فكونوا بالتحرز عن وبال 119
57 ويعطى الكتب بعضا نحو يمنى * وبعضا نحو ظهر والشمال 121
58 وحق وزن اعمال وجري * على متن الصراط بلا اهتبال 123
59 ومرجو شفاعة أهل خير * لأصحاب الكبائر كالجبال 126
60 وذو الايمان لا يبقى مقيما * بسوء الذنب في دار اشتعال 130
61 دخول الناس في الجنات فضل * من الرحمن يا أهل الأمالي 132
62 يسلي القلب كالبشرى بروح * ويحيى الروح كالماء الزلال 135
63 فخوضوا فيه حفظا واعتقادا * تنالوا جنس أصناف المنال 137
64 وكونوا عون هذا العبد دهرا * بذكر الخير في حال ابتهال 138
65 لعل الله يعفوه بفضل * ويعطيه السعادة في المآل 138
66 وإني الحق أدعو كل وقت * لمن بالخير يوما قد دعا لي 139