وكان وعد ربي حقا كائنا لا محالة ويأجوج ومأجوج إخواننا من الأبوين على الصحيح من أولاد آدم وحواء وقيل من الأب فقط من مني سقط من آدم على الأرض فخلقوا منه والأول هو الصحيح فهم من أولاد يافث بن نوح عليه السلام لما رواه الحاكم عن معاوية رضي الله عنه أن أولاد نوح عليه السلام سام وحام ويافث فولد سام العرب وفارس والروم وفي كل هؤلاء خير وولد حام السودان والبربر والقبط وولد يافث الترك والصقالبة ويأجوج ومأجوج، ثم إن الإسكندر بعد رجوعه من بناء السد أدركته الوفاة قبل أن يصل إلى مملكته قيل إنه أوصى أمه أن تصنع طعاما وتدعوا إليه جميع أهل مملكته وتأمر أن لا يأكل منه من أصيب في عمره فلما وصل إليها ذلك فعلت ودعت الناس وأمرتهم كذلك فلم يتقدم أحد إلى الطعام فسألتهم وقالوا هل في الناس من لم تصبه مصيبة فقالت رحم الله ولدي وعظني حيا وميتا وقد اختلف في نبوته مع الاتفاق على إيمانه وصلاحه وعدله قال ابن جماعة أختلف في نبوته فقيل ليس بنبي بل كان ملكا عادلا وهو الحق واختلف أيضا في لقمان فقيل نبي وقيل لا بل هو ولي وهو الحق انتهى ثم اعلم أن الإسكندر اثنان، رومى وهو صاحب الخضر وهو الذي بنى السد كما ذكرنا وهو الذي فيه الخلاف والصحيح عدم نبوته ولا يلزم ثبوتها بخطاب الله تعالى إليه في قوله تعالى قلنا يا ذا القرنين إما أن تعذب وإما أن تتخذ فيهم حسنا لاحتمال ذلك أن يكون بالإلهام قال البيضاوي رحمه الله ونداء الله إياه إن كان نبيا فبوحي وإن كان غير نبي فبإلهام أو على لسان نبي انتهى ظاهر كلامه أنه لم يقطع فيه بشئ وأخرج الطبراني أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذي القرنين فقال كان من الروم فأعطي ملكا فصار إلى مصر وبنى الإسكندرية الحديث وكان على عهد إبراهيم الخليل عليه السلام قيل إنه حج ماشيا ودخل المسجد الحرام قيل إنه لما دخله أخبر أن فيه إبراهيم الخليل عليه السلام فخرج إلى لقائه فسلم على إبراهيم عليه السلام وصافحه ويقال إنه أول من صافح ولما لم يرد قاطع بنبوته ولا بعدمها بل الأظهر عدمها قال المص لم يعرف نبيا ولم يقل ليس بنبي لما علم أن نفي النبوة عن نبي كفر كجعل من ليس بنبي نبيا ولذا قال المحققون الأولى أن لا يقتصر في الأنبياء على عدد معين لأن الله تعالى خاطب نبيه صلى الله عليه وسلم في حقهم بقوله منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك فبعضهم لم يذكر للنبي صلى الله عليه وسلم فعد من
(٦٧)