نخبة اللآلي شرح بدأ الأمالي - محمد بن سليمان الحلبي - الصفحة ٧٦
بالضرورة وقد خالف في ذلك بعض الصوفية من أهل الإباحة فقال مرتبة الولي الكامل من الكمل أفضل من النبي وهو كفر وزندقة فقد قال تعالى في حق الأنبياء عليهم السلام وإنهم عندنا لمن المصطفين الأخيار، وكثير من الآيات شاهد على ذلك واعلم أن من وصل إلى درجة الأولياء وارتفعت منزلته بحيث بلغ أقصى مراتب الولاية لا يسقط عنه التكاليف والعبادات المفروضة كالصلاة والزكاة والحج والصوم وحقوق العباد ومن زعم أن من صار وليا ووصل إلى الحقيقة تسقط عنه أحكام الشرع فهو ملحد فاحذره كل الحذر فإن العبادات لم تسقط عن الأنبياء الذين هم في أمان عن الانعزال فكيف تسقط عن الأولياء الذين ليسوا في أمان عن ذلك على أن دعوى مثل ذلك لا يصدر عن ولي بحق لأنه لا يكون إلا عالما ما اتخذ الله وليا جاهلا فدعوى مثل ذلك يدل على جهله وبعده عن الإسلام فضلا عن مرتبة الولاية وأكثر ما يوجد هذا النوع في زماننا بالديار المصرية فإنهم يتوسلون بترك العبادات وكشف العورات إلى قضاء الشهوات ويزعمون الولاية وهم مكلفون والجهلة بهم يتبركون. ومنهم الدجالون وأكثر ما يوجدون بالديار الرومية يدعون الكشف وعلم الغيب ويخبرون بما سيكون ليتوسلوا بذلك إلى السحت والقبول عند الرؤساء وهم عندهم في أعلى المراتب والقبول ويصدقونهم فيما يزعمون وقد قال عليه السلام من أتى كاهنا فصدقه فيما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم أو كما قال ولما أراد علي رضي الله عنه لقاء الخوارج قال له مسافر بن عوف وكان يعمل بالنجوم يا أمير المؤمنين لا تسر في هذه الساعة وسر في ثلاث ساعات تمضي من النهار فإنك إن سرت في هذه الساعة أصابك وأصاب أصحابك بلاء وضرر وإن سرت في الساعة التي أمرتك بها ظفرت وأصبت ما طلبت فقال علي رضي الله عنه ما كان ذلك لمحمد صلى الله عليه وسلم ولا لنا من بعدة في كلام طويل يحتج فيه بآيات فمن صدقك فيما تقول لا أؤمن عليه أن يكون كمن اتخذ لله تعالى ندا اللهم لا طير إلا طيرك ولا خير إلا خيرك ولا إله غيرك ثم قال نكذبك ونخالفك ونسير في هذه الساعة ثم أقبل الناس فقال أيها الناس إنما المنجم كالساحر والساحر كالكافر والكافر في النار والله لئن بلغني أنك تنظر في النجوم وتعمل بها لأخلدنك في الحبس ما بقيت وبقيت ولأحرمنك العطاء ما كان لي من سلطان ثم سار في الساعة التي نهاه عنها فلقى القوم وقتلهم وهي واقعة النهروان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. قال الناظم رحمه الله:
(٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 يقول العبد في بدء الأمالي * لتوحيد بنظم كاللآلي 5
2 اله الخلق مولانا قديم * وموصوف بأوصاف الكمال 8
3 هو الحي المدبر كل أمر * هو الحق المقدر ذو الجلال 11
4 مريد الخير والشر القبيح * ولكن ليس يرضى بالمحال 12
5 صفات الله ليست عين ذات * ولا غيرا سواه ذا انفصال 14
6 صفات الذات والإفعال طرا * قديمات مصونات الزوال 15
7 نسمي الله شيئا لا كالأشياء * وذاتا عن جهات الست خالي 17
8 وليس الاسم غيرا للمسمى * لدى أهل البصيرة خير آل 19
9 وما ان جوهر ربي وجسم * ولا كل وبعض ذو اشتمال 21
10 وفي الأذهان حق كون جزء * بلا وصف التجزي يا ابن خالي 23
11 وما القرآن مخلوقا تعالى * كلام الرب عن جنس المقال 25
12 ورب العرش فوق العرش لكن * بلا وصف التمكن واتصال 27
13 وما التشبيه للرحمن وجها * فصن عن ذاك أصناف الأهالي 29
14 ولا يمضى على الديان وقت * وأحوال وأزمان بحال 31
15 ومستغن إلهي عن نساء * وأولاد إناث أو رجال 32
16 كذا عن كل ذي عون ونصر * تفرد ذو الجلال وذو المعالي 33
17 يميت الخلق قهرا ثم يحيى * فيجزيهم على وفق الخصال 34
18 لأهل الخير جنات ونعما * وللكفار ادراك النكال 37
19 ولا يفنى الجحيم ولا الجنان * ولا أهل وهما أهل انتقال 39
20 يراه المؤمنون بغير كيف * وادراك وضرب من مثال 41
21 فينسون النعيم إذا رأوه * فيا خسران أهل الاعتزال 44
22 وما ان فعل أصلح ذو افتراض * على الهادي المقدس ذي التعالي 46
23 وفرض لازم تصديق رسل * وأملاك كرام بالتوالي 49
24 وختم الرسل بالصدر المعلى * نبي هاشمي ذو جمال 53
25 امام الأنبياء بلا اختلاف * وتاج الأصفياء بلا اختلال 54
26 وباق شرعه في كل وقت * إلى يوم القيامة وارتحال 58
27 وحق امر معراج وصدق * ففيه نص أخبار عوال 60
28 وان الأنبياء لفي أمان * عن العصيان عمدا وانعزال 62
29 وما كانت نبيا قط أنثى * ولا عبد وشخص ذو افتعال 64
30 وذو القرنين لم يعرف نبيا * كذا لقمان فاحذر عن جدال 66
31 وعيسى سوف يأتي ثم يتوي * لدجال شقي ذي خبال 68
32 كرامات الولي بدار دنيا * لها كون فهم أهل النوال 72
33 ولم يفضل ولي قط دهرا * نبيا أو رسولا في انتحال 74
34 وللصديق رجحان جلي * على الأصحاب من غير احتمال 77
35 وللفاروق رجحان وفضل * على عثمان ذي النورين عالي 78
36 وذو النورين حقا كان خيرا * من الكرار في صف القتال 80
37 وللكرار فضل بعد هذا * على الأغيار طرا لا تبال 81
38 وللصديقة الرجحان فاعلم * على الزهراء في بعض الخلال 84
39 ولم يلعن يزيدا بعد موت * سوى المكثار في الاغراء غال 85
40 وايمان المقلد ذو اعتبار * بأنواع الدلائل كالنصال 88
41 وما عذر لذي عقل بجهل * بخلاق الأسافل والأعالي 90
42 وما ايمان شخص حال يأس * بمقبول لفقد الامتثال 92
43 وما أفعال خير في حساب * من الايمان مفروض الوصال 95
44 ولا يقضى بكفر وارتداد * بعهر أو بقتل واختزال 99
45 ومن ينو ارتدادا بعد دهر * يصر عن دين حق ذا انسلال 100
46 ولفظ الكفر من غير اعتقاد * بطوع رد دين باغتفال 103
47 ولا يحكم بكفر حال سكر * بما يهذي ويلغو بارتجال 105
48 وما المعدم مرئيا وشيئا * لفقه لاح في يمن الهلال 106
49 وغيران المكون لا كشئ * مع التكوين خذه لاكتحال 107
50 وان السحت رزق مثل حل * وان يكره مقالي كل قال 108
51 ودنيانا حديث والهيولي * عديم الكون فاسمع باجتذال 110
52 وللجنات والنيران كون * عليها مر أحوال خوال 112
53 وللدعوات تأثير بليغ * وقد ينفيه أصحاب الضلال 113
54 وفي الأجداث عن توحيد ربي * سيبلى كل شخص بالسؤال 116
55 وللكفار والفساق يقضى * عذاب القبر من سوء الفعال 118
56 حساب الناس بعد البعث حق * فكونوا بالتحرز عن وبال 119
57 ويعطى الكتب بعضا نحو يمنى * وبعضا نحو ظهر والشمال 121
58 وحق وزن اعمال وجري * على متن الصراط بلا اهتبال 123
59 ومرجو شفاعة أهل خير * لأصحاب الكبائر كالجبال 126
60 وذو الايمان لا يبقى مقيما * بسوء الذنب في دار اشتعال 130
61 دخول الناس في الجنات فضل * من الرحمن يا أهل الأمالي 132
62 يسلي القلب كالبشرى بروح * ويحيى الروح كالماء الزلال 135
63 فخوضوا فيه حفظا واعتقادا * تنالوا جنس أصناف المنال 137
64 وكونوا عون هذا العبد دهرا * بذكر الخير في حال ابتهال 138
65 لعل الله يعفوه بفضل * ويعطيه السعادة في المآل 138
66 وإني الحق أدعو كل وقت * لمن بالخير يوما قد دعا لي 139