نخبة اللآلي شرح بدأ الأمالي - محمد بن سليمان الحلبي - الصفحة ٧٣
كرامات الأولياء لها وجود ومستلزم للجواز كجريان النيل بكتاب عمر رضي الله عنه والنوال: العطاء الإعراب كرامات مضاف إلى الولي مبتدأ وبدار مضاف إلى دنيا متعلق بكون أو حال من كرامات أو من الولي لأن المضاف عامل فيه معنى ولها في محل رفع خبر قدم على المبتدأ وهو كون والجملة في محل رفع خبر وقيل خبره محذوف تقديره حق والأظهر ما قلنا كما لا يخفى فهم الفاء تفريعية أو فصيحية هم مبتدأ وأهل النوال خبره (وحاصل معنى البيت) أن كرامات الأولياء حال كونهم في الدنيا لها وجود وثبوت وقوع أي حال حياتهم وكذا بعد الموت بمعنى إكرامه في قبره وإدخال حضرة فيه وتوسيعه لا بمعنى تصرفه في العالم كما يعتقده جهلة العوام والمتصرف والمؤثر حقيقة هو الله تعالى وذكر هؤلاء الأخيار سبب عادي في في ذلك التأثير وذلك مثل الكسب العادي ولا ينافيه قول الناظم بدار دنيا لأن البرزخ من أحكام الدنيا إلا أنه أراد بالكرامات المعنى الأول فيكون القيد احترازيا واعلم أن الدلائل على حقية الكرامات ووقوعها قد تواترت عن كثير من الصحابة رضي الله عنهم وممن بعدهم بحيث لا يمكن إنكارها إلا ممن أعمى الله بصيرته خصوصا الأمر المشترك أعني مطلق الكرامة وإن كان تفاصيلها آحادا فمن أنكر كرامات الأولياء كان خارجيا معتزليا لأنه ينكر كلام الله تعالى قال تعالى لأم موسى فألقيه في اليم وهو كرامة لها وقال تعالى وقال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك وهو آصف بن برخيا وكان وزير سليمان بن داوود عليهما السلام ولم يكن آصف نبيا فأتى بعرش بلقيس قبل أن يرتد طرف سليمان عليه السلام إليه في تلك الساعة من المسافة البعيدة وكذا ظهور الطعام والشراب لمريم رضي الله عنها فإنه كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله وكذا تكلم الكلب لأصحاب الكهف فلما جاز أن يكون في الأمم السابقة كرامات للأولياء جاز أن يكون في أمة محمد صلى الله عليه وسلم أشرف الأنبياء فأمته أشرف الأمم فجاز أن يخص الله تعالى منهم من شاء بكرامات كسماع سارية رضي الله عنه في العسكر وهو بنهاوند قول عمر بالمدينة: يا سارية الجبل الجبل وبينهما أكثر من خمسمأة فرسخ وكذا جريان النيل بكتاب عمر رضي الله عنه وسكون الأرض بضربة لها بدرته حين زلزلت زلزلة عظمة
(٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 يقول العبد في بدء الأمالي * لتوحيد بنظم كاللآلي 5
2 اله الخلق مولانا قديم * وموصوف بأوصاف الكمال 8
3 هو الحي المدبر كل أمر * هو الحق المقدر ذو الجلال 11
4 مريد الخير والشر القبيح * ولكن ليس يرضى بالمحال 12
5 صفات الله ليست عين ذات * ولا غيرا سواه ذا انفصال 14
6 صفات الذات والإفعال طرا * قديمات مصونات الزوال 15
7 نسمي الله شيئا لا كالأشياء * وذاتا عن جهات الست خالي 17
8 وليس الاسم غيرا للمسمى * لدى أهل البصيرة خير آل 19
9 وما ان جوهر ربي وجسم * ولا كل وبعض ذو اشتمال 21
10 وفي الأذهان حق كون جزء * بلا وصف التجزي يا ابن خالي 23
11 وما القرآن مخلوقا تعالى * كلام الرب عن جنس المقال 25
12 ورب العرش فوق العرش لكن * بلا وصف التمكن واتصال 27
13 وما التشبيه للرحمن وجها * فصن عن ذاك أصناف الأهالي 29
14 ولا يمضى على الديان وقت * وأحوال وأزمان بحال 31
15 ومستغن إلهي عن نساء * وأولاد إناث أو رجال 32
16 كذا عن كل ذي عون ونصر * تفرد ذو الجلال وذو المعالي 33
17 يميت الخلق قهرا ثم يحيى * فيجزيهم على وفق الخصال 34
18 لأهل الخير جنات ونعما * وللكفار ادراك النكال 37
19 ولا يفنى الجحيم ولا الجنان * ولا أهل وهما أهل انتقال 39
20 يراه المؤمنون بغير كيف * وادراك وضرب من مثال 41
21 فينسون النعيم إذا رأوه * فيا خسران أهل الاعتزال 44
22 وما ان فعل أصلح ذو افتراض * على الهادي المقدس ذي التعالي 46
23 وفرض لازم تصديق رسل * وأملاك كرام بالتوالي 49
24 وختم الرسل بالصدر المعلى * نبي هاشمي ذو جمال 53
25 امام الأنبياء بلا اختلاف * وتاج الأصفياء بلا اختلال 54
26 وباق شرعه في كل وقت * إلى يوم القيامة وارتحال 58
27 وحق امر معراج وصدق * ففيه نص أخبار عوال 60
28 وان الأنبياء لفي أمان * عن العصيان عمدا وانعزال 62
29 وما كانت نبيا قط أنثى * ولا عبد وشخص ذو افتعال 64
30 وذو القرنين لم يعرف نبيا * كذا لقمان فاحذر عن جدال 66
31 وعيسى سوف يأتي ثم يتوي * لدجال شقي ذي خبال 68
32 كرامات الولي بدار دنيا * لها كون فهم أهل النوال 72
33 ولم يفضل ولي قط دهرا * نبيا أو رسولا في انتحال 74
34 وللصديق رجحان جلي * على الأصحاب من غير احتمال 77
35 وللفاروق رجحان وفضل * على عثمان ذي النورين عالي 78
36 وذو النورين حقا كان خيرا * من الكرار في صف القتال 80
37 وللكرار فضل بعد هذا * على الأغيار طرا لا تبال 81
38 وللصديقة الرجحان فاعلم * على الزهراء في بعض الخلال 84
39 ولم يلعن يزيدا بعد موت * سوى المكثار في الاغراء غال 85
40 وايمان المقلد ذو اعتبار * بأنواع الدلائل كالنصال 88
41 وما عذر لذي عقل بجهل * بخلاق الأسافل والأعالي 90
42 وما ايمان شخص حال يأس * بمقبول لفقد الامتثال 92
43 وما أفعال خير في حساب * من الايمان مفروض الوصال 95
44 ولا يقضى بكفر وارتداد * بعهر أو بقتل واختزال 99
45 ومن ينو ارتدادا بعد دهر * يصر عن دين حق ذا انسلال 100
46 ولفظ الكفر من غير اعتقاد * بطوع رد دين باغتفال 103
47 ولا يحكم بكفر حال سكر * بما يهذي ويلغو بارتجال 105
48 وما المعدم مرئيا وشيئا * لفقه لاح في يمن الهلال 106
49 وغيران المكون لا كشئ * مع التكوين خذه لاكتحال 107
50 وان السحت رزق مثل حل * وان يكره مقالي كل قال 108
51 ودنيانا حديث والهيولي * عديم الكون فاسمع باجتذال 110
52 وللجنات والنيران كون * عليها مر أحوال خوال 112
53 وللدعوات تأثير بليغ * وقد ينفيه أصحاب الضلال 113
54 وفي الأجداث عن توحيد ربي * سيبلى كل شخص بالسؤال 116
55 وللكفار والفساق يقضى * عذاب القبر من سوء الفعال 118
56 حساب الناس بعد البعث حق * فكونوا بالتحرز عن وبال 119
57 ويعطى الكتب بعضا نحو يمنى * وبعضا نحو ظهر والشمال 121
58 وحق وزن اعمال وجري * على متن الصراط بلا اهتبال 123
59 ومرجو شفاعة أهل خير * لأصحاب الكبائر كالجبال 126
60 وذو الايمان لا يبقى مقيما * بسوء الذنب في دار اشتعال 130
61 دخول الناس في الجنات فضل * من الرحمن يا أهل الأمالي 132
62 يسلي القلب كالبشرى بروح * ويحيى الروح كالماء الزلال 135
63 فخوضوا فيه حفظا واعتقادا * تنالوا جنس أصناف المنال 137
64 وكونوا عون هذا العبد دهرا * بذكر الخير في حال ابتهال 138
65 لعل الله يعفوه بفضل * ويعطيه السعادة في المآل 138
66 وإني الحق أدعو كل وقت * لمن بالخير يوما قد دعا لي 139