كرامات الأولياء لها وجود ومستلزم للجواز كجريان النيل بكتاب عمر رضي الله عنه والنوال: العطاء الإعراب كرامات مضاف إلى الولي مبتدأ وبدار مضاف إلى دنيا متعلق بكون أو حال من كرامات أو من الولي لأن المضاف عامل فيه معنى ولها في محل رفع خبر قدم على المبتدأ وهو كون والجملة في محل رفع خبر وقيل خبره محذوف تقديره حق والأظهر ما قلنا كما لا يخفى فهم الفاء تفريعية أو فصيحية هم مبتدأ وأهل النوال خبره (وحاصل معنى البيت) أن كرامات الأولياء حال كونهم في الدنيا لها وجود وثبوت وقوع أي حال حياتهم وكذا بعد الموت بمعنى إكرامه في قبره وإدخال حضرة فيه وتوسيعه لا بمعنى تصرفه في العالم كما يعتقده جهلة العوام والمتصرف والمؤثر حقيقة هو الله تعالى وذكر هؤلاء الأخيار سبب عادي في في ذلك التأثير وذلك مثل الكسب العادي ولا ينافيه قول الناظم بدار دنيا لأن البرزخ من أحكام الدنيا إلا أنه أراد بالكرامات المعنى الأول فيكون القيد احترازيا واعلم أن الدلائل على حقية الكرامات ووقوعها قد تواترت عن كثير من الصحابة رضي الله عنهم وممن بعدهم بحيث لا يمكن إنكارها إلا ممن أعمى الله بصيرته خصوصا الأمر المشترك أعني مطلق الكرامة وإن كان تفاصيلها آحادا فمن أنكر كرامات الأولياء كان خارجيا معتزليا لأنه ينكر كلام الله تعالى قال تعالى لأم موسى فألقيه في اليم وهو كرامة لها وقال تعالى وقال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك وهو آصف بن برخيا وكان وزير سليمان بن داوود عليهما السلام ولم يكن آصف نبيا فأتى بعرش بلقيس قبل أن يرتد طرف سليمان عليه السلام إليه في تلك الساعة من المسافة البعيدة وكذا ظهور الطعام والشراب لمريم رضي الله عنها فإنه كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله وكذا تكلم الكلب لأصحاب الكهف فلما جاز أن يكون في الأمم السابقة كرامات للأولياء جاز أن يكون في أمة محمد صلى الله عليه وسلم أشرف الأنبياء فأمته أشرف الأمم فجاز أن يخص الله تعالى منهم من شاء بكرامات كسماع سارية رضي الله عنه في العسكر وهو بنهاوند قول عمر بالمدينة: يا سارية الجبل الجبل وبينهما أكثر من خمسمأة فرسخ وكذا جريان النيل بكتاب عمر رضي الله عنه وسكون الأرض بضربة لها بدرته حين زلزلت زلزلة عظمة
(٧٣)