جمعت لي النبيون وأذن جبرائيل وأقام وصليت بهم فصلى خلفي الملائكة وأرواح الأنبياء وخبر أنه صلى بهم ركعتين ببيت المقدس قبل عروجه إلى السماء وأما الثاني فقوله عليه السلام: ما من نبي آدم فمن صواه إلا تحت لوائي يوم القيامة والاختلاف ضد الاتفاق وحقيقته في الأحكام وقد يكون رحمة وقد يكون ظلمة والثاني كاختلاف المعتزلة والأول كما في حديث رواه الأصوليون والفقهاء لا يعرف من خرجه وإنما نقله ابن الأثير: اختلاف أمتي رحمة والتاج الزينة التي توضع على الرأس وهي أشرف أنواع الحلي لشرف محلها ولذا شبه به صلى الله عليه وسلم والأصفياء جمع صفي مأخوذ من الصفوة وهي الخلوص من شوائب الكدورات وصفوة كل شئ أحسنه والمراد بهم الصافون عن الكدورات النفسية الموصوفون بالحالات القدسية والمقامات الأنسية أو الذين اصطفاهم الله تعالى أي اختارهم من جميع المخلوقين وفضلهم على جميع العالمين فهم صفوة البشر إذا البشر أربعة أقسام: كامل مكمل أكمل وهو نبينا صلى الله عليه وسلم وكامل مكمل وهم بقية الأنبياء عليهم السلام وكامل غير مكمل وهم الأولياء والصالحون ولا كامل وغير مكمل وهم من عداهم والاختلال افتعال من الخلل بمعنى أنه صلى الله عليه وسلم تاج الأنبياء حقا يقينا لا خلاف ولا اختلال في هذا القول بين أهل السنة والجماعة الإعراب إمام بالجر مضاف إلى الأنبياء صفة لنبي في البيت السابق أو بالرفع خبر مبتدأ محذوف وبلا اختلاف في محل رفع خبر مبتدأ محذوف أي وذلك بلا اختلاف وإعراب المصراع الثاني كإعراب الأول على الاحتمالين سواء بسواء (وحاصل معنى البيت) أنه يجب اعتقاد أن نبينا صلى الله عليه وسلم أفضل الأنبياء والمرسلين والخلائق أجمعين أما فضلة على الأنبياء فلقوله تعالى كنتم خير أمة أخرجت للناس ولا شك أن خيرية الأمة على غيرها من الأمم إنما هو بحسب أكمليتهم في الدين وهي تابعة لأكملية نبيهم الذي يتبعونه والاستدلال بقوله صلى الله عليه وسلم أنا سيد ولد آدم ولا فخر،، لا يفيد تصريحه أنه أفضل من آدم إذ لا يفيد أفضليته عليه بل على أولاده وإنما يفيده قوله عليه السلام أنا سيد الناس يوم القيامة زاد في مسند أحمد ولا فخر وقوله عليه السلام أنا أكرم الأولين والآخرين على الله ولا فخر أي ولا فخر أعظم من ذلك وقوله عليه السلام أنا سيد ولد آدم ولا فخر وبيدي لواء الحمد ولا فخر أي أقول ذلك شكرا لا فخرا ولا أقوله تكبرا وتفاخرا وتعاظما وما من نبي آدم فمن سواه إلا تحت لوائي يوم القيامة فمن آخر هذا وصريح الأولين علمت أفضليته على آدم وقوله أنا سيد ولد آدم أما للتأدب مع آدم أو لأنه علم فضل بعض بنيه عليه كإبراهيم عليه السلام ومحمد صلى الله عليه وسلم أفضل من إبراهيم عليه السلام
(٥٥)