نخبة اللآلي شرح بدأ الأمالي - محمد بن سليمان الحلبي - الصفحة ٤٣
لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار والجواب أولا بأن أل في الأبصار للجنس فيصدق بالبعض ولو سلم كون الأبصار للاستغراق وإفادة عموم السلب لا سلب العموم وكون الإدراك هو الرؤية مطلقا على وجه الإحاطة بجوانب المرئي أنه لا دلالة فيه على عموم الأوقات والأحوال فيجوز أن يكون المنفي الرؤية في الدنيا لا في الآخرة وهو المطلوب وقد يستدل على جواز الرؤية إذ لو امتنعت مطلقا لما حصل التمدح بنفيها كالمعدوم لا يمدح بعدم رؤيته لامتناعها وإنما التمدح أن يمكن رؤيته ولا يرى للتمنع والتعزز بحجاب الكبرياء وإن جعلنا الإدراك عبارة عن الرؤية على وجه الإحاطة بالجوانب والحدود فدلالة الآية على جواز الرؤية بل تحققها أظهر لأن المعنى أن الله تعالى مع كونه مرئيا لا يدرك بالأبصار لتعاليه على التناهي والاتصاف بالحدود والجوانب ومن أدلتهم أن الآية الواردة في سؤال الرؤية مقرونة بالاستنكار والاستعظام والجواب إن ذلك لتعنتهم وعنادهم في طلبها لا لامتناعها وإلا لمنعهم موسى عليه السلام عن ذلك كما فعل حين سألوه أن يجعل لهم آلهة فقال بل أنتم قوم تجهلون فهذا مشعر بإمكان الرؤية في الدنيا أيضا وبهذا اختلفت الصحابة رضي الله عنهم في أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربه ليلة المعراج والاختلاف في الوقع دليل الإمكان كما سيأتي الإعراب يراه مضارع من الرؤية البصرية والضمير البارز في محل نصب مفعوله عائد إلى الله والمؤمنون فاعل يرى وبغير كيف متعلق بيرى ومحله نصب على الحال اللازمة من مفعول يرى أو صفة للرؤية المقدرة المفهومة من يرى والتقدير يرى المؤمنون ربهم حال كونه مغايرا للكيفيات وإدراك عطف على كيف وكذا ضرب والمراد به النوع أو ضرب المثل والمثال الصورة ومن زائدة أي بغير تشبيه وتصوير تتمة رؤية الله تعالى في الدنيا هل هي جائزة عقلا يقظة ومناما تردد فيه الأئمة فمنهم من قال بالجواز ومنهم من قال بالمنع ومنهم من توقف ثم الراجح إن نبينا صلى الله عليه وسلم رأى به بعين رأسه ليلة المعراج مرة أو مرتين على الخلاف بدليل قوله تعالى ثم رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى وأما غيره فقد قال في الشيبانية و ومن قال في الدنيا يراه بعينه فذلك زنديق طغى وتمردا وأما في المنام فذهب طائفة إلى أن رؤيته في المنام مستحيلة لأنه لا يرى في المنام إلا خيال ومثال وصورة وكلها على الله محال وجوز ذلك جماعة من غير كيفية وجهة ومقابلة ونقل ذلك عن كثير من السلف أنه رأى ربه في المنام منهم عبد الله بن عباس رضي الله عنه وحكي ذلك عن أبي حنيفة رضي الله عنه وعن أبي يزيد أنه قال رأيت ربي في المنام فقلت له كيف
(٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 يقول العبد في بدء الأمالي * لتوحيد بنظم كاللآلي 5
2 اله الخلق مولانا قديم * وموصوف بأوصاف الكمال 8
3 هو الحي المدبر كل أمر * هو الحق المقدر ذو الجلال 11
4 مريد الخير والشر القبيح * ولكن ليس يرضى بالمحال 12
5 صفات الله ليست عين ذات * ولا غيرا سواه ذا انفصال 14
6 صفات الذات والإفعال طرا * قديمات مصونات الزوال 15
7 نسمي الله شيئا لا كالأشياء * وذاتا عن جهات الست خالي 17
8 وليس الاسم غيرا للمسمى * لدى أهل البصيرة خير آل 19
9 وما ان جوهر ربي وجسم * ولا كل وبعض ذو اشتمال 21
10 وفي الأذهان حق كون جزء * بلا وصف التجزي يا ابن خالي 23
11 وما القرآن مخلوقا تعالى * كلام الرب عن جنس المقال 25
12 ورب العرش فوق العرش لكن * بلا وصف التمكن واتصال 27
13 وما التشبيه للرحمن وجها * فصن عن ذاك أصناف الأهالي 29
14 ولا يمضى على الديان وقت * وأحوال وأزمان بحال 31
15 ومستغن إلهي عن نساء * وأولاد إناث أو رجال 32
16 كذا عن كل ذي عون ونصر * تفرد ذو الجلال وذو المعالي 33
17 يميت الخلق قهرا ثم يحيى * فيجزيهم على وفق الخصال 34
18 لأهل الخير جنات ونعما * وللكفار ادراك النكال 37
19 ولا يفنى الجحيم ولا الجنان * ولا أهل وهما أهل انتقال 39
20 يراه المؤمنون بغير كيف * وادراك وضرب من مثال 41
21 فينسون النعيم إذا رأوه * فيا خسران أهل الاعتزال 44
22 وما ان فعل أصلح ذو افتراض * على الهادي المقدس ذي التعالي 46
23 وفرض لازم تصديق رسل * وأملاك كرام بالتوالي 49
24 وختم الرسل بالصدر المعلى * نبي هاشمي ذو جمال 53
25 امام الأنبياء بلا اختلاف * وتاج الأصفياء بلا اختلال 54
26 وباق شرعه في كل وقت * إلى يوم القيامة وارتحال 58
27 وحق امر معراج وصدق * ففيه نص أخبار عوال 60
28 وان الأنبياء لفي أمان * عن العصيان عمدا وانعزال 62
29 وما كانت نبيا قط أنثى * ولا عبد وشخص ذو افتعال 64
30 وذو القرنين لم يعرف نبيا * كذا لقمان فاحذر عن جدال 66
31 وعيسى سوف يأتي ثم يتوي * لدجال شقي ذي خبال 68
32 كرامات الولي بدار دنيا * لها كون فهم أهل النوال 72
33 ولم يفضل ولي قط دهرا * نبيا أو رسولا في انتحال 74
34 وللصديق رجحان جلي * على الأصحاب من غير احتمال 77
35 وللفاروق رجحان وفضل * على عثمان ذي النورين عالي 78
36 وذو النورين حقا كان خيرا * من الكرار في صف القتال 80
37 وللكرار فضل بعد هذا * على الأغيار طرا لا تبال 81
38 وللصديقة الرجحان فاعلم * على الزهراء في بعض الخلال 84
39 ولم يلعن يزيدا بعد موت * سوى المكثار في الاغراء غال 85
40 وايمان المقلد ذو اعتبار * بأنواع الدلائل كالنصال 88
41 وما عذر لذي عقل بجهل * بخلاق الأسافل والأعالي 90
42 وما ايمان شخص حال يأس * بمقبول لفقد الامتثال 92
43 وما أفعال خير في حساب * من الايمان مفروض الوصال 95
44 ولا يقضى بكفر وارتداد * بعهر أو بقتل واختزال 99
45 ومن ينو ارتدادا بعد دهر * يصر عن دين حق ذا انسلال 100
46 ولفظ الكفر من غير اعتقاد * بطوع رد دين باغتفال 103
47 ولا يحكم بكفر حال سكر * بما يهذي ويلغو بارتجال 105
48 وما المعدم مرئيا وشيئا * لفقه لاح في يمن الهلال 106
49 وغيران المكون لا كشئ * مع التكوين خذه لاكتحال 107
50 وان السحت رزق مثل حل * وان يكره مقالي كل قال 108
51 ودنيانا حديث والهيولي * عديم الكون فاسمع باجتذال 110
52 وللجنات والنيران كون * عليها مر أحوال خوال 112
53 وللدعوات تأثير بليغ * وقد ينفيه أصحاب الضلال 113
54 وفي الأجداث عن توحيد ربي * سيبلى كل شخص بالسؤال 116
55 وللكفار والفساق يقضى * عذاب القبر من سوء الفعال 118
56 حساب الناس بعد البعث حق * فكونوا بالتحرز عن وبال 119
57 ويعطى الكتب بعضا نحو يمنى * وبعضا نحو ظهر والشمال 121
58 وحق وزن اعمال وجري * على متن الصراط بلا اهتبال 123
59 ومرجو شفاعة أهل خير * لأصحاب الكبائر كالجبال 126
60 وذو الايمان لا يبقى مقيما * بسوء الذنب في دار اشتعال 130
61 دخول الناس في الجنات فضل * من الرحمن يا أهل الأمالي 132
62 يسلي القلب كالبشرى بروح * ويحيى الروح كالماء الزلال 135
63 فخوضوا فيه حفظا واعتقادا * تنالوا جنس أصناف المنال 137
64 وكونوا عون هذا العبد دهرا * بذكر الخير في حال ابتهال 138
65 لعل الله يعفوه بفضل * ويعطيه السعادة في المآل 138
66 وإني الحق أدعو كل وقت * لمن بالخير يوما قد دعا لي 139