فيه أبو حنيفة لورعه رحمه الله قيل سب توقفه وعدم تكلمه فيه خبر لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر وقال صاحباه هو ستة أشهر فأكثر فأراد المص رحمه الله به ههنا مطلق الوقت طال أو قصر ودين الحق هو دين الإسلام والانسلال هو الخروج بسهولة من انسل إذا خرج من حيث لا يدري الإعراب من اسم شرط جازم يجزم فعلين الأول فعل الشرط والثاني جوابه ينو: فعل الشرط مجذوم بحذف وفاعله مستتر يرجع إلى من وارتدادا مفعول وبعد منصوب على الظرفية مضاف إلى دهر يصر جواب الشرط مجزوم بسكون آخره وحذفت ياؤه لالتقاء الساكنين وهو من الأفعال الناقصة واسمه مستتر عائد إلى من أو إلى ضميره وانسلال مضاف إليه (وحاصل معنى البيت) إن من ينو أي يعزم بقلبه الردة والرجوع عن الإسلام أو على الكفر ولو بعد مدة طويلة أو قصيرة يخرج بذلك العزم عن دين الإسلام في الحال سواء فعل ما نواه بعد ذلك أولا لأن قصد الكفر يزيل التصديق وبزواله يصير منافقا والمنافق كافر باطنا فإن فعل ما قصد صار كافرا ظاهرا وباطنا ولأنه رضي بالكفر في الحال والرضا به كفر في الحال والمال ثم الرضاء بكفر نفسه كفرا إجماعا وإنما الخلاف في الرضاء بكفر غيره لقصد غيره لا لاستحسان الكفر في نفسه وإلا يكون كافرا أيضا إجماعا ولذا قالوا الكافر بطول البقاء ونحوه إن قصد استدامة كفره يكفر لأنه يكون مستحسنا للكفر وإن أراد يؤول أمره إلى الإسلام أو لينفع المسلمون بجزيته فلا واختلف في الدعاء على الظالم بموته على الكفر بقصد أن يجازى بالخلود على ظلمه والصحيح عدم الجواز وحاصله إن قصد الكفر والرضاء به مطلقا كفر وهو غير معفو إجماعا وإن كان هاذلا به لأنه تعالى نهى العفو عن الشكر أيضا بقوله عز شأنه إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء وهذا بخلاف قصد المعصية والتصميم على فعلها فإنها مرجوة العفو بوعده تعالى وإن فعل لدخولها تحت قوله ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء فإن لم يكن معها تصميم ولم يفعلها كتبت له حسنة كما قال عليه السلام فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة وإن هم بها فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات إلى سبعمأة ضعف إلى أضعاف كثيرة وإن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة وإن هم بها فعملها كتبها الله عنده سيئة واحدة وفي هذا رد على من زعم أن الحفظة إنما تكتب ما ظهر من أفعال العباد وسمع من أقوالهم محتجا بقوله عائشة رضي الله عنها لأن أذكر الله في قلبي مرة واحدة أحب إلى من أن
(١٠١)