من قائل: " لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد " (1).
وقوله (قدس سره): (أو طلبا لرضاه) لأن حق المملوك المنعم عليه تحصيل رضا ولي نعمه الحقيقي بحكم العقل.
وقوله (قدس سره): (أو فرارا من سخطه) لأن أقبح شيء عقلا أن يأتي المخلوق بما يسخط عليه خالقه ومولاه والآيات والأخبار في ذمه كثيرة.
قوله (قدس سره): (من حيث إنهما كذلك) أي ملحوظين من حيث أنفسهما لا من حيث ما يترتب عليهما من الأجر والثواب والنكال والعقاب ليفترقا عن قوله (قدس سره):
(أو طلبا للثواب أو النجاة من العقاب دنياويين أو اخراويين إذا كان الإخلاص وسيلة إلى حصولهما) فإن العبد إذا أخلص لله العبودية والمملوك إذا اجتهد في خدمة مالكه ومولاه لا شك في أنه يحصل بذلك رضاه ولا يسخط بعد عليه، لعدم صدور ما يوجبه فيستحق بذلك الإنعام من المولى، والإفضال منه اليه جزاء لحسن خدمته، سيما من المبتدئ بالنعم من غير استحقاق.
فيصح أن يلاحظ العبد في خدمته نيل العطاء المترتب على الرضا بتوسط الرضا ودفع الأذى المترتب على السخط برفع سببه الذي هو السخط باجتناب ما يوجبه ملحوظا في سلوكه السببين الرضا ورفع السخط باعتبار ما يترتب عليهما من صيرورته محلا للأفضال وقابلا لأن ينظر اليه المولى بعين العناية ويكرمه بالنوال، ويعلم من تقييده (قدس سره) قصد الغايتين بتوسط الإخلاص فيهما عدم كفاية قصدهما بما هما هما، وسيأتي في كتاب الصلاة تقويته (قدس سره) لصحة قصدهما بملاحظة أنفسهما.
وهو الأقوى بمعنى أنه لو قصد اتيان الفعل بداعي الأمر وكان نظره في اطاعته أمر مولاه أنه يعطيه الجائزة لأنه وعد الاعطاء بمن قام بامتثال أوامره وبالانتهاء عن نواهيه، أو كان نظره في امتثاله الفرار عما أوعد عليه الآمر من خالف أمره