وفي هاتين الروايتين دليل على وعيد الجاحظ الشديد (1) وفيما سلف عند التنقيح (2) شاهد بأن الجاحظ ساب الصحابة (3) يفهمه من اعتبر.
قال: (فإن قالوا: إن عليا كان أزهد فيما تناحر (4) الناس عليه، ولأن أزهد الناس في الدنيا أعلمهم بأعمال الآخرة (5)، قلنا: صدقتم في صفة الزهد، ولكن أبا بكر أزهد منه) (6).
وتعلق: (بأنه كان ذا مال كثير فأنفقه في سبيل الله، وكانت تركته يوم مات بعير ناضح (7) وعبد صيقل (8) مع الخلافة وكثرة الفتوح والغنائم والخراج والصدقة، وكان علي مخفقا، يعال ولا يعول، فاستفاد الرباع والمزارع، والعيون، والنخيل، ومات ذا مال وأوقاف وما يحسب ماله ووقفه بينبع إلا مثل كل شئ ملكه أبو بكر مذ كان في الدنيا إلى أن فارقها وتزوج فأكثر وطلق فأكثر حتى عابه بذلك معاوية) (9).