ثم القول: (بأنه كان أحد الفقهاء) فيه تكذيب لرسول الله - صلى الله عليه وآله - إذ قد روى المخالف الذي لا يتهم، أن رسول الله - صلى الله عليه وآله - قال: (علي أقضاكم) (1).
ومن كان أقضى الناس كان عيبة علم رسول الله - صلى الله عليه وآله - (2) على ما رواه الواحدي عند قوله تعالى: * (وتعيها أذن واعية) * (3): إن الله أمرني أن أدنيك ولا أقصيك وأن أعلمك وتعي وحق على الله أن تعي (4).
ولا شبهة عنده أن عمر أحد الفقهاء العظماء العلماء، وقد كان يضطر إليه اضطرار الفقير إلى الغني، والضعيف إلى القوي.
فإذن هو على هذا قادح في عمر - رضوان الله عليه - إذ كان أمير المؤمنين - عليه السلام - عيانا على ما ترويه (5) السنة، وقد نبهنا عن قرب على [تفوقه] (6) في العلوم، فما ظنك بمن يأخذ عنه، ويستثمر الأحكام منه، ويقول: " لولا علي لهلك عمر (7) ".