بناء المقالة الفاطمية - السيد ابن طاووس - الصفحة ١١٠
عثمان اختلاف بين جدا.
فأما ضلال (1) أبي عثمان وتكذيبه، أو صواب (2) الرد على رسول الله - صلى الله عليه وآله -، والثاني باطل، فتعين الأول.
وادعى الراد على رسول الله - صلى الله عليه وآله -: (إن محنة أمير
عبد الواحد الدمشقي، قال: نادى حوشب الحميري عليا يوم صفين، فقال: انصرف عنا يا ابن أبي طالب، فإنا ننشدك الله في دمائنا، فقال علي: هيهات يا ابن أم ظليم، والله لو علمت أن المداهنة تسعني في دين الله لفعلت، ولكان أهون علي في المؤنة، ولكن الله لم يرض من أهل القرآن بالإدهان والسكوت والله يقضي.
ابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة: 46 (ط الغري): قال:
وعن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: أتيت عليا رضي الله عنه بعد مبايعة الناس له، فوجدت المغيرة بن شعبة مستخليا به، فقلت له بعد أن خرج عنه: ما كان يقول لك هذا؟
فقال: قال لي قبل يومه: إن لك حق الطاعة والنصيحة، وأنت بقية الناس، وإن الرأي اليوم يحرز ما في غد، وإن الضياع اليوم يضيع به ما في غد، وأشير عليك بشور وهو أن تقرر معاوية وابن عامر، وعمال عثمان على عملهم، حتى تأتيك بيعتهم وتسكن الناس، ثم اعزل من شئت منه، وابق من شئت فأبيت عليه ذلك، وقلت: لا أداهن في ديني، ولا أعطي الدنية في أمري، قال: فإن كنت أبيت علي، فانزع من شئت واترك معاوية، فإن لمعاوية جرأة، وهو في أهل الشام يطيعونه ويسمعون منه، وذلك حجة في إبقاءه، فإن عمر بن الخطاب ولاه الشام في خلافته، فقلت: لا والله لا استعمل معاوية يومين فانصرف من عندي.
ابن أبي الحديد في شرح النهج: 2 / 86 (ط مصر) قال:
وأما النجاشي فإنه شرب الخمر في شهر رمضان، فأقام علي عليه السلام الحد عليه، وزاده عشرين جلدة، فقال النجاشي: ما هذه العلاوة؟ قال: لجرأتك على الله في شهر رمضان - فهرب النجاشي إلى معاوية، وأما رقبة ابن مصقلة، فإنه ابتاع سبي بني ناجية، وأعتقهم وألط بالمال. وهرب إلى معاوية، فقال عليه السلام: فعل فعل السادة، وأبق أباق العبيد، وليس تعطيل الحدود، وإباحة حكم الدين وإضاعة مال المسلمين، من التألف والسياسة، لمن يريد وجه الله تعالى، والتزم بالدين ولا يظنبعلي - عليه السلام - التساهل والتسامح في صغير من ذلك ولا كبير.
(1) ن: لضلال.
(2) ن: لصواب.