وفي الصحاح: الجرام، بالفتح، والجريم: النوى وهما أيضا التمر اليابس، ذكره ابن السكيت في باب فعيل وفعال، مثل: شحاج وشحيج، وعقام وعقيم، وكهام وكهيم، وبجال وبجيل، وصحاح الأديم وصحيح، وقال الشماخ:
مفج الحوامي عن نسور كأنها * نوى القسب ثرت عن جريم ملجلج (1) أراد النوى.
وقال ابن سيده: ولم أسمع للجرام بمعنى النوى بواحد.
والمجرمون في قوله تعالى: (وكذلك نجزي المجرمين) (2): الكافرون لأن الذي ذكر من قصتهم التكذيب بآيات الله والاستكبار عنها، قاله الزجاج.
وتجرم عليه: إذا ادعى عليه الجرم وإن لم يحرم، نقله ابن سيده عن ابن الأعرابي، وأنشد:
* قد يفترى الهجران بالتجرم (3) * وقال غيره: تجرم عليه: ادعى ذنبا لم يفعله، وأنشد:
تعد علي الذنب إن ظفرت به * وإلا تجد ذنبا علي تجرم (4) وقال أبو العباس: فلان يتجرم علينا، أي: يتجنى ما لم نجنه، وأنشد:
* ألا لا تبالي حرب قوم تجرموا * وتجرم الليل: ذهب وتكمل وانقضى، وهو مجاز.
وجريمة القوم: كاسبهم، قال أبو خراش يذكر عقابا تزق فرخها وتكسب له:
جريمة ناهض في رأس نيق * ترى لعظام ما جمعت صليبا (6) والجرم، بالكسر الجسد. وفي حديث: " اتقوا الصبحة فإنها مجفرة منتنة للجرم ".
قال ثعلب: الجرم: البدن، كالجرمان بالكسر أيضا. ج في القليل: أجرام، قال يزيد ابن الحكم الثقفي:
وكم موطن لولاي طحت كما هوى * بأجرامه من قلة النيق منهوي (7) وجمع كأنه صير كل جزء من جرمه جرما، وفي الكثير: جروم وجرم، بضمتين، قال:
ماذا تقول لأشياخ أولي جرم * سود الوجوه كأمثال الملاحيب (8) وفي التهذيب: الجرم: ألواح الجسد وجثمانه، وألقى عليه أجرامه، عن اللحياني ولم يفسره.
قال ابن سيده: وعندي أنه يريد ثقل جرمه، وجمع على ما تقدم في بيت يزيد.
والجرم: الحلق، قال معن بن أوس:
لأستل منه الضغن حتى استللته وقد كان ذا ضغن يضيق به الجرم (9) يقول: هو أمر عظيم لا يسيغه الحلق.
والجرم: الصوت حكاه ابن السكيت وغيره، وبه فسر قول بعضهم: إن فلانا لحسن الجرم أي: الصوت.
أو جرم الصوت: جهارته، يقال: ما عرفته إلا بجرم صوته، وقد كرهها بعضهم.
وفي الصحاح: قال أبو حاتم: أولعت العامة بقولهم: فلان صافي الجرم، أي الصوت أو الحلق، وهو خطأ.
والجرم: اللون، نقله الجوهري وهو قول ابن الأعرابي.
والجريم، كأمير العظيم الجرم أي: الجسد، أنشد ثعلب: