إذا استشهد شهيدنا (1) قيل: سيد الشهداء، وخصه رسول الله (صلى الله عليه وآله) بسبعين تكبيرة عند صلاته عليه!.
أو لا ترى أن قوما قطعت أيديهم في سبيل الله - ولكل فضل - حتى إذا فعل بواحدنا (2) ما فعل بواحدهم، قيل: الطيار في الجنة، وذو الجناحين!
ولولا ما نهى الله عنه من تزكية المرء نفسه لذكر ذاكر فضائل جمة (3)، تعرفها قلوب المؤمنين، ولا تمجها (4) آذان السامعين.
فدع عنك من مالت به الرمية (5)، فإنا صنائع ربنا، والناس بعد صنائع لنا. لم يمنعنا قديم عزنا ولا عادي (6) طولنا على قومك أن خلطناكم بأنفسنا، فنكحنا وأنكحنا، فعل الأكفاء (7)، ولستم هناك! وأنى يكون ذلك ومنا النبي ومنكم المكذب (8)، ومنا أسد الله (9) ومنكم أسد الأحلاف (10)، ومنا سيد شباب أهل الجنة ومنكم صبية النار (11)، ومنا خير نساء العالمين (12)، ومنكم حمالة الحطب (13)، في كثير مما لنا وعليكم ".
* نهج البلاغة (صبحي الصالح) الكتاب 28 ص 386.