(عيون أخبار الرضا عليه السلام) قال الوشا: قال لي كيف تقرؤون (قال يا نوح انه ليس من أهلك انه عمل غير صالح) فقلت من الناس من يقرأ (انه عمل غير صالح) نفاه عن أبيه، فقال عليه السلام كلا لقد كان ابنه ولكن لما عصى الله عز وجل نفاه عن أبيه.
(أقول) هاهنا قراءتان في المتواتر فالأكثر على الفعل الماضي وما بعده منصوب على المفعولية يعنى ان أعماله غير صالحة، وقراءة الكسائي ويعقوب وسهل على المصدرية وما بعده صفة له وأولوه على أنه تولد من الخيانة، وحينئذ فقوله عليه السلام: كلا يجوز ان يكون ردا للتأويل لا للقراءة يعنى ان تأويلهم باطل لان نفيه عنه باعتبار الدين والعمل ويجوز ان يكون نفيا للقراءة يعنى انها قراءة باطلة لم ينزل بها جبرئيل عليه السلام.
(وفيه) تأييد لما حررناه في مواضع من كتبنا من القدح في تواتر القراءات السبع وانها ان ثبت تواترها فإنما هو عن القراء السبعة لاعن صاحب الوحي صلى الله عليه وآله وذلك أن القراء في كثير من الموارد إذا ذكروا قراءة يقولون قرأ فلان كذا فيجعلون قراءة القرآن تسمية لقراءتهم صلوات الله عليهم وقد فصلنا الكلام في هذا المقام في شرحنا على تهذيب الحديث بما لا مزيد عليه.
(وفيه) عنه عليه السلام قال: سال الشامي أمير المؤمنين عليه السلام فقال:
ما بال الماعز مرفوعة الذنب بادية الحياء والعورة؟ فقال: لان الماعز عصت نوحا عليه السلام لما ادخلها السفينة فدفعها فكسر ذنبها. والنعجة مستورة الحياء والعورة لان النعجة بادرت بالدخول إلى السفينة فمسح نوح عليه السلام يده على حياها وذنبها فاستوت الألية.
(علل الشرايع) عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ان النجف كان جبلا وهو الذي قال ابن نوح (سآوي إلى جبل يعصمني من الماء) ولم يكن على وجه الأرض جبل أعظم منه، فأوحى الله عز وجل إليه: يا جبل أيعتصم بك منى! فتقطع قطعا قطعا إلى بلاد الشام وصار رمادا دقيقا وصار بعد ذلك بحرا عظيما وكان