على هؤلاء الفساق فأرحتني منهم الا أعلمك خصلتين إياك والحسد فهو الذي عمل بي وإياك والحرص فهو الذي عمل بآدم ما عمل. وفى حديث آخر قال له جزاء هذه المنة اذكرني في ثلاثة مواطن فانى أقرب ما يكون إلى العبد إذا كان في إحداهن اذكرني إذا غضبت واذكرني إذا حكمت بين اثنين واذكرني إذا كنت مع امرأة خليا ليس معكما أحد.
(عيون الاخبار الرضا) عليه السلام: سال الشامي أمير المؤمنين عليه السلام عن قول الله عز وجل (يوم يفر المرء من أخيه. وأمه وأبيه. وصاحبته وبنيه) من هم؟
فقال (ع) قابيل يفر من هابيل والذي يفر من أمه موسى والذي يفر من أبيه إبراهيم والذي يفر من صاحبته لوط والذي يفر من ابنه نوح يفر من ابنه كنعان.
(علل الشرايع) عن وهب مسندا قال أهل الكتاب يقولون ان إبليس عمر زمان الغرق كله في الجو الاعلى يطير بين السماء والأرض بالذي أعطاه الله من القوة والحيلة وعمرت جنوده في ذلك الزمان تطفو فوق السماء وتحولت الجن أرواحا تهب فوق الماء وبذلك توصف خلقتها انها تهوى هوى الريح، انما سمى طوفان لان الماء طفي فوق كل شئ فلما هبط نوح عليه السلام من السفينة أوحى الله عز وجل إليه يا نوح انى خلقت خلقي لعبادتي وامرتهم بطاعتي وقد عصوني وعبدوا غيري واستوجبوا بذلك غضبي فغرقتهم وانى قد جعلت قوسي أمانا لعبادي وبلادي وموثقا منى بيني وبين خلقي يأمنون به إلى يوم القيامة من الغرق ومن أوفى بعهده منى، ففرح نوح، عليه السلام بذلك وتباشر وكانت القوس فيها سهم ووتر فنزع الله عز وجل السهم والوتر من القوس وجعلها أمانا لعباده من الغرق.
(أقول) جاء في الحديث عن الصادق عليه السلام ان هذا القوس ظهر في السماء بعد الغرق أمانا منه لمن بقى إلى يوم القيامة. وقال عليه السلام: لا تقولوا قوس قزح فان قزح اسم الشيطان ولكن قولوا قوس الله وان هذه المجرة التي في السماء ويسمونها مجر الكبش موضع انفطار السماء للماء لأنه لم ينزل قطرات وانما نزل دفعا فلما التأمت السماوات بقى اثره كالجرح المندمل يبقى اثره في البدن.