اهلاكهم بالغرق فقال (الا من سبق عليه القول) عن ابن عباس.
(وثانيها) ان المراد بقوله (انه ليس من أهلك) ليس على دينك فكأن كفره أخرجه عن أن يكون له احكام أهله وهذا كما قال النبي صلى الله عليه وآله سلمان منا أهل البيت وانما أراد على ديننا. (ويؤيد) هذا التأويل ان الله سبحانه قال على طريق التعليل (انه عمل غير صالح) فبين انه انما اخرج عن احكام أهله لكفره وشره عمله.
(وثالثها) انه لم يكن ابنه حقيقة وانما ولد على فراشه فقال عليه السلام انه ابنه على ظاهر الامر فاعلمه الله ان الامر بخلاف الظاهر ونبهه على خيانة امرأته، عن الحسن ومجاهد وهذا الوجه بعيد من حيث إن فيه منافاة للقرآن لأنه تعالى قال (ونادى نوح ابنه) ولأن الأنبياء يجب ان ينزهوا عن مثل هذا الحال لأنها تعيير وتشيين وقد نزه الله أنبياءه عما دون ذلك.
(ورابعها) انه كان ابن امرأته وكان ربيبه. ويعضده قراءة من قرأ بفتح الهاء وحذف الألف واثباته لفظا والمعتمد المعول عليه في تأويل الآية القولان الأولان (وعن) أبى جعفر عليه السلام قال: كان قوم مؤمنون قبل نوح عليه السلام فماتوا فحزن عليهم الناس فجاء إبليس فاتخذ لهم صورهم ليأنسوا بها فأنسوا بها فلما جاء الشتاء ادخلوهم البيوت فمضى ذلك القرن وجاء القرن الآخر فجاءهم إبليس فقال لهم ان هؤلاء آلهة كان آباؤكم يعبدونها فعبدوهم وضل منهم كثير فدعا عليهم نوح فأهلكهم الله.
وفى (مناقب ابن شهرآشوب) عن الأزدي قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول (ونادى نوح ابنه) أي ابنها وهي لغة طي.
(أقول) هذه القراءة بفتح الهاء وحذف الألف وهي لغة طي ونسبها القراء والمفسرون إلى أهل البيت عليهم السلام يعنى ابن امرأته.
(وعن) أبى عبد الله عليه السلام قال إن نوحا لما كان أيام الطوفان دعا مياه الأرض فأجابته الا المر والكبريت (وعنه) عليه السلام لما هبط نوح عليه السلام من السفينة اتاه إبليس فقال له ما في الأرض رجل أعظم منة علي منك دعوت الله