الذي كان يخيط فيه ويصلى فيه ومن دعا الله فيه بما أحب قضى له حوائجه ورفعه يوم القيامة مكانا عليا إلى درجة إدريس وأجير من مكروه الدنيا ومكائد أعدائه.
(وقال المسعودي) ان عمر إدريس عليه السلام في الأرض ثلاثمائة سنة وقيل أكثر من ذلك وقال ابن الأثير في الكامل قام أنوش بن شيث بعد موت أبيه بسياسة الملك مقام أبيه وكان عمر أنوش سبعمائة سنة وخمس سنين ثم ولد لأنوش ابنه قينان وولد معه نفر كثيرا واليه الوصية، وولد قينان مهلائيل واليه الوصية، وولد لمهلائيل يارد واليه الوصية، فولد ليارد أخنوخ وهو إدريس النبي، والحكماء اليونانيون يسمونه هرمس الحكيم.
(وقال السيد ابن طاووس) في صحف إدريس عليه السلام: كأنك بالموت وقد نزل، فاشتد أنينك وعرق جبينك، وتقلصت شفتاك، وانكسر لسانك، ويبس ريقك وعلا سواد عينيك بياضا، وأزبد فوك، واهتز جميع بدنك، وعالجت غصة الموت وسكرته، ومرارته وزعقته، ونوديت فلم تسمع بما خرجت نفسك، وصرت جيفة بين أهلك، ان فيك لعبرة لغيرك فاعتبر في معاني الموت، ان الذي نزل بك لا محالة، وكل عمر وان طال قليل يفنى لان كل ما هو آت قريب لوقت معلوم، فاعتبر بالموت يا من يموت واعلم أيها الانسان ان الموت أشد مما قبله، والموت أهون مما بعده من شدة أهوال يوم القيامة.
ثم ذكر من أحوال الصيحة والفناء ويوم القيامة ومواقف الحساب والجزاء ما يعجز عن سماعه قوة الأقوياء.