من آمن فعندها اقبل على الدعاء عليهم فقال (رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا) فأعقم الله أصلاب الرجال وأرحام النساء فلبثوا أربعين سنة لا يولد لهم وقحطوا في تلك الأربعين سنة حتى هلكت أموالهم وأصابهم الجهد والبلاء ثم قال لهم نوح: (استغفروا ربكم انه كان غفارا)، الآيات فلم يؤمنوا وقالوا لا تذرن آلهتكم الآيات حتى اغرقهم الله تعالى وآلهتهم التي كانوا يعبدونها فلما كان بعد خروج نوح (ع) من السفينة وعبد الناس الأصنام سموا أصنامهم بأسماء أصنام قوم نوح فاتخذ أهل اليمين يغوث ويعوق وأهل دومة الجندل صنما سموه ودا واتخذت حمير صنما سمته نسرا وهذيل سماه سواعا فلم يزل يعبدونها حتى جاء الاسلام.
(وروى) ان الله تعالى لم يرحم قوم نوح عليه السلام في عذابهم.
(وروى) عن النبي صلى الله عليه وآله انه قال: لما فار التنور وكثر الماء في السكك خشيت أم صبي عليه وكانت تحبه حبا شديدا فخرجت إلى الجبل حتى بلغت ثلثه فلما بلغها الماء عرجت به حتى بلغت ثلثيه فما بلغها الماء حتى استوت على الجبل فلما بلغ الماء رقبتها رفعته بيديها حتى ذهب بها الماء فلو رحم الله منهم أحدا لرحم أم الصبي واما امرأة نوح فقال الله فيها وفى امرأة لوط: (كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما).
(قال ابن عباس) كانت امرأة نوح كافرة تقول للناس انه مجنون وإذا آمن أحد بنوح أخبرت الجبابرة من قوم نوح به، وكانت امرأة لوط تدل على أضيافه وكان ذلك خيانتهما لهما وما بغت امرأة نبي قط وانما كانت خيانتهما في الدين (قال السدى) كانت خيانتهما انهما كانتا كافرتين.
(وقيل) كانتا منافقتين، وقال الضحاك خيانتهما النميمة إذ أوحى الله إليهما أفشتاه إلى المشركين واسم امرأة نوح واغلة واسم امرأة لوط واهلة وقال مقاتل والفة وواهلة.
(وفى) تفسير على بن إبراهيم: (كانتا تحت عبدين من عبادنا فخانتاهما):
والله ما عنى بقوله فخانتاهما الا الفاحشة. (أقول) ينبغي حمل الفاحشة هنا على