البقر اثنين زوج يربيه الناس وزوج هو البقر الوحشي ومن الإبل زوجين وهو البخاتي والغراب وكل طير وحشي وإنسي ثم غرقت الأرض.
أقول: المفسرون قالوا المراد بالزوجين الصنفان، يعنى الذكر والأنثى، وما قاله عليه السلام هو الأصوب والأنسب. وعنه عليه السلام قال: ينبغي لولد الزنا ان لا تجوز شهادته ولا يؤم بالناس لم يحمله نوح في السفينة وقد حمل فيها الكلب والخنزير. وعنه عليه السلام في قوله (وما آمن معه الا قليل) قال آمن معه ثمانية نفر من قومه.
(وعنه عليه السلام) بأسانيد متعددة في قول الله (ونادى نوح ابنه) فقال ليس بابنه انما هو ابن زوجته على لغة طي يقولون لابن المرأة ابنه.
(وعن) أبى الحسن عليه السلام: ان الله أوحى إلى الجبال انى واضع سفينة نوح على جبل منكن في الطوفان، فتطاولت وشمخت وتواضع جبل بالموصل يقال له الجودي فمرت السفينة تدور في الطوفان على الجبال كلها حتى انتهت إلى الجودي، فوقفت عليه فقال نوح بارات قنى بارات قنى، يعنى اللهم أصلح اللهم أصلح، وفى حديث آخر انه ضرب جؤجؤ السفينة الجبل فخاف عليها، فقال يا ماريا اتقن، يعنى رب أصلح، وفى حديث آخر انه قال: يا رهمان اتقن وتأويلها رب أحسن.
(وعن) أبى عبد الله عليه السلام قال: سأل نوح ربه ان ينزل على قومه العذاب فأوحى الله إليه ان يغرس نواة من النخل فإذا بلغت وأثمرت هلك قومه، فغرس نوح النواة وأخبر أصحابه بذلك فلما أثمرت واطعم أصحابه قالوا له يا نبي الله الوعد الذي وعدتنا، فأوحى الله إليه ان يعيد الغرس ثانية، حتى إذا بلغ النخل وأثمر فأكل منه نزل عليهم العذاب، فأخبر نوح أصحابه بذلك فصاروا ثلاث فرق، فرقة ارتدت وفرقة نافقت وفرقة ثبتت مع نوح عليه السلام، ففعل نوح عليه السلام ذلك حتى إذا بلغت النخلة وأثمرت واكل منها واطعم أصحابه قالوا يا نبي الله الوعد الذي وعدتنا، فدعا نوح ربه فأوحى الله إليه: ان يغرس الغرسة الثالثة فإذا بلغ وأثمر أهلك قومه. فأخبر أصحابه، فافترقوا ثلاث فرق، فرقة ارتدت وفرقة نافقت وفرقة ثبتت معه حتى فعل نوح ذلك عشر مرات وفعل الله بأصحابه الذين