فادفعها إلى ابنك سام فانى لا اترك الأرض الا وفيها عالم يعرف به طاعتي ويكون نجاه فيما بين قبض النبي وبعث النبي الاخر فدفع عليه السلام آثار علم النبوة إلى ابنه سام، فاما حام ويافث فلم يكن عندهما علم ينتفعان به، وبشرهم نوح بهودا وظهرت الجبرية في ولد حام ويافث واستخفى ولد سام بما عندهم من العلم وجرت على سام بعد نوح الدولة لحام ويافث، وعنه عليه السلام: كانت أعمار قوم نوح ثلاثمائة سنة وعاش نوح ألفي سنة وأربعمائة وخمسين سنة.
(أقول) اختلفوا في مدة عمره عليه السلام فقيل كان ألفا وأربعمائة وخمسين سنة وقيل كان ألفا وأربعمائة سنة وسبعين سنة، وقيل ألفا وثلاثمائة سنة، وأكثر اخبارنا المعتبرة تدل على أنه عاش الفين وخمسمائة سنة وبعضها قابل للتأويل باسقاط زمن البعثة أو زمان عمل السفينة أو بعدها الطوفان أو زيادتها أو نحو ذلك. (وقال) شيخنا الطبرسي طاب ثراه: في قوله تعالى: (انه كان عبدا شكورا) معناه ان نوحا كان عبد الله كثير الشكر وكان إذا لبس ثوبا أو اكل طعاما أو شرب ماء شكر الله تعالى وقال الحمد لله، وقيل إنه كان يقول في ابتداء الأكل والشرب: بسم الله وفى انتهائه الحمد لله. (وروى) عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام:
ان نوحا كان إذا أصبح وأمسي قال: اللهم إني أشهدك ان ما أصبح أو امسى بي من نعمة في دين أو دنيا فمنك وحدك لا شريك لك، لك الحمد ولك الشكر بها علي حتى ترضى وبعد الرضا، فهذا كان شكره.
(أقول) ظاهره انه كان يقولها مرة واحدة، وفى كثير من الاخبار مثله، ورواه في الفقيه وانه كان يقولها عشرا.
(علل الشرايع) وعن الدقاق عن الأسدي عن سهل عن عبد العظيم الحسنى قال سمعت على بن محمد العسكري عليه السلام يقول: عاش نوح الفين وخمسمائة سنة وكان يوما في السفينة نائما فهبت ريح فكشفت عورته فضحك حام ويافث فزجرهما سام ونهاهم عن الضحك وكان كلما غطى سام شيئا تكشفه الريح كشفه حام ويافث فانتبه نوح (ع) فرآهم وهم يضحكون فقال ما هذا فأخبره سام بما كان