فرفع نوح يده إلى السماء يدعو ويقول اللهم غير ماء صلب حام حتى لا يولد له الا السودان اللهم غير ماء صلب يافث، فغير الله ماء صلبهما فجميع السودان حيث كانوا من حام وجميع الترك والصقالبة ويأجوج ومأجوج والصين من يافث حيث كانوا وجميع البيض سواهم من سام، وقال نوح عليه السلام لحام ويافث جعل ذريتكما خولا اي خدما لذرية سام إلى يوم القيامة لأنه بر بي وعققتماني فلا زالت سمة عقوقكما لي في ذريتكما ظاهرة وسمة البر في ذرية سام ظاهرة ما بقيت الدنيا.
(أقول) روى الشيخ الطبرسي هذا الخبر من كتاب النبوة بهذا الاسناد ثم قال: قال الشيخ أبو جعفر بن بابويه رحمه الله ذكر يافث في هذا الخبر غريب لم أروه الا من هذا الطريق وجميع الاخبار التي رويتها في هذا المعنى فيها ذكر حام وانه ضحك لما انكشفت عورة أبيه وان ساما ويافثا كانا في ناحية فبلغهما ما صنع فاقبلا ومعهما ثوب وهما معرضان وألقيا عليه الثوب وهو نائم فلما استيقظ أوحى الله عز وجل إليه ما صنع حام فلعن حام ودعا عليه.
(قصص الأنبياء) للراوندي طاب ثراه باسناده إلى ابن عباس قال: قال إبليس لعنه الله يا نوح لك عندي يد سأعلمك خصالا قال نوح وما يدي عندك؟ قال دعوتك على قومك حتى أهلكهم الله جميعا فإياك والكبر وإياك والحرص وإياك والحسد فان الكبر هو الذي حملني على أن تركت السجود لآدم فاكفرني وجعلني شيطانا رجيما وإياك والحرص فان آدم أبيح له الجنة ونهي عن شجرة واحدة فحمله الحرص على أن اكل منها، وإياك والحسد فان ابن آدم حسد أخاه فقتله فقال نوح صلوات الله عليه متى تكون أقدر على ابن آدم قال عند الغضب.
(الكافي) في الصحيح عن أبي عبد الله صلوات الله عليه قال: لما هبط نوح عليه السلام من السفينة غرس غرسا فكان فيما غرس النخلة ثم رجع إلى أهله فجاء إبليس لعنه الله فقلعها ثم إن نوحا عليه السلام عاد إلى غرسه فوجده على حاله ووجد النخلة قد قلعت ووجد إبليس عندها فاتاه جبرئيل عليه السلام فأخبره ان إبليس لعنه الله قلعها فقال نوح لإبليس ما دعاك إلى قلعها؟ فوالله ما غرست غرسا أحب إلي منها