أيديهم إلى السماء فأوحى الله عز وجل إلى إدريس عليه السلام ونبأه ودله على عبادته ومن آمن معه فلا يزالون يعبدون الله عز وجل لا يشركون به شيئا حتى رفع الله عز وجل إدريس إلى السماء وانقرض من تابعه على دينه الا قليلا، ثم انهم اختلفوا بعد ذلك وأحدثوا الاحداث وأبدعوا البدع حتى كان زمان نوح عليه السلام.
(وفى كتاب الكافي) باسناده إلى أبى جعفر عليه السلام قال: كان بدء نبوة إدريس عليه السلام انه كان في زمانه ملك جبار وانه ركب ذات يوم في بعض نزهة فمر بأرض خضرة نضرة لعبد مؤمن من الرافضة فأعجبه فسال وزراءه لمن هذه الأرض قالوا لعبد من عبيد الملك فلان الرافضي فقال له أمتعني بأرضك هذه، فقال له عيالي أحوج إليها منك فقال: بعني فأبى فغضب الملك وانصرف إلى أهله وهو مغموم مفكر في امره وكانت له امرأة من الأزارقة فرأت في وجهه الغضب فأخبرها بخبر الأرض وصاحبها فقالت إن كنت تكره ان تقتله بغير حجة فانا أكفيك امره وأصير ارضه إليك بحجة وكان لها أصحاب من الأزارقة على دينها يرون قتل الرافضة من المؤمنين فبعثت إلى قوم منهم فأتوها فأمرتهم ان يشهدوا على فلان الرافضي عند الملك انه قد برئ من دين الملك فشهدوا عليه فقتله واخذ ارضه، فغضب الله للمؤمن عند ذلك فأوحى الله إلى إدريس إذا رأيت عبدي هذا الجبار فقل له اما رضيت ان قتلت عبدي المؤمن حتى اخذت ارضه واحوجت عياله من بعده اما وعزتي لانتقمن له منك في الآجل ولأسلبنك ملكك في العاجل ولأخربن مدينتك ولأطعمن الكلاب لحم امرأتك فقد غرك حلمي عنك فاتاه إدريس برسالة ربه وأداها إليه فقال له الجبار اخرج يا إدريس لئلا أقتلك، وقالت له امرأته لا يهولنك رسالة إله إدريس انا ارسل إليه من يقتله فتبطل رسالة إلهه قال فافعلي، وكان لإدريس عليه السلام أصحاب من الرافضة مؤمنون يأنس بهم فأخبرهم بتبليغ رسالته إلى الجبار فأشفقوا على إدريس وأصحابه وخافوا عليه القتل وبعثت امرأة الجبار إلى إدريس أربعين رجلا من الأزارقة ليقتلوه فأتوه فلم يجدوه وقد رآهم أصحاب إدريس فحسبوا انهم اتوا إدريس ليقتلوه فتفرقوا في طلبه فلقوه