ان المجوس انما فعلوا ذلك بعد التحريم من الله، ثم قال على بن الحسين (ع) لا تنكر هذا أليس الله قد خلق زوجة آدم منه ثم أحلها فكان ذلك شريعة من شرائعهم، ثم انزل الله التحريم بعد ذلك.
(أقول) هذا الحديث وما روى بمعناه محمول على التقية لأنه المذهب المشهور بينهم.
(وعن أبي عبد الله) عليه السلام قال: لما اهبط الله آدم وحوا إلى الأرض وجمع بينهما ولدت له بنتا فسماها عتاقا فكانت أول من بغى على وجه الأرض، فسلط الله عليها ذئبا كالفيل ونسرا كالحمار فقتلاها، ثم ولد له اثر عتاق قابيل فلما أدرك أظهر الله عز وجل جنية من ولد الجان يقال لها جهانة في صورة انسية فلما رآها قابيل أحبها فأوحى الله إلى آدم ان يزوج جهانة من قابيل، ثم ولد لآدم هابيل فلما أدرك اهبط الله إلى آدم حوراء واسمها نزلة الحوراء فلما رآها هابيل أحبها فأوحى الله إلى آدم ان يزوجها من هابيل ففعل ذلك، فكانت نزلة الحوراء زوجة لهابيل بن آدم، ثم أوحى الله إلى آدم ان يضع ميراث النبوة والعلم ويدفعه إلى هابيل ففعل ذلك، فلما علم قابيل غضب وقال لأبيه الست أكبر من أخي وأحق بما فعلت به؟ فقال يا بني ان الامر بيد الله وان الله خصه بما فعلت فان لم تصدقني فقربا قربانا فأيكما قبل قربانه فهو أولى بالفضل وكان القربان في ذلك الوقت تنزل النار فتأكله وكان قابيل صاحب زرع فقرب قمحا رديئا وكان هابيل صاحب غنم فقرب كبشا سمينا فأكلت النار قربان هابيل فاتاه إبليس فقال يا قابيل لو ولد لكما ولد وكثر نسلكما افتخر نسله على نسلك بما خصه به أبوك ولقبول النار قربانه وتركها قربانك وانك ان قتلته لم يجد أبوك بدا من أن يخصك بما دفعه إليه فوثب قابيل إلى هابيل فقتله، ثم قال إبليس ان النار التي قبلت القربان هي المعظمة فعظمها واتخذ لها بيتا واجعل لها اهلا وأحسن عبادتها والقيام عليها يقبل قربانك إذا أردت ذلك ففعل قابيل ذلك فكان أول من عبد النار واتخذ بيوت النيران، وان آدم اتى الموضع الذي قتل فيه قابيل أخاه فبكى هناك أربعين صباحا يلعن تلك الأرض حيث قبلت دم ابنه وهو الذي فيه قبلة المسجد الجامع بالبصرة وان هابيل يوم قتل كانت