اجزائه واحتجوا عليه بقول النبي صلى الله عليه وآله ان المرأة خلقت من ضلع فان ذهبت تقيمها كسرتها وان تركتها وفيها عوج استمتعت بها.
(القول الثاني) وهو اختيار أبي مسلم الأصفهاني في أن المراد من قوله (وخلق منها زوجها) أي من جنسها وهو كقوله تعالى: (والله خلق لكم من أنفسكم أزواجا) وكقوله: (إذ بعث فيهم رسولا منهم). قال القاضي: والقول الأول أقوى لكي يصح قوله خلقكم من نفس واحدة، إذ لو كانت حوا مخلوقة ابتداء لكان الناس مخلوقين من نفسين لا من نفس واحدة ويمكن ان يجاب عنه بان كلمة من لابتداء الغاية فلما كان ابتداء التخليق والايجاد وقع بآدم عليه السلام صح ان يقال خلقكم من نفس واحدة، وأيضا فلما ثبت انه تعالى قادر على خلق آدم من التراب كان قادرا على خلق حوا من التراب فإذا كان الامر كذلك فأي فائدة في خلقها من ضلع من أضلاع آدم عليه السلام انتهى (وقال) بعض أهل الحديث: يمكن ان يقال ان المراد بالخلق من نفس واحدة الخلق من أب واحد كما يقال بنو تميم نشأوا من تميم ولا تنافيه شركة الام على أنه يجوز ان يكون من قوله منها للتعليل أي لأجلها. (وفيه أيضا) عن زرارة عن أبي عبد الله عليه السلام في حديث طويل ذكر فيه ما يقوله العامة من تزويج الاخوة بالأخوات إلى أن قال: ويح هؤلاء أين هم عما لم يختلف فيه فقهاء أهل الحجاز ولا فقهاء أهل العراق ان الله عز وجل امر القلم فجرى القلم على اللوح المحفوظ بما هو كائن إلى يوم القيامة قبل خلق آدم عليه السلام بألفي عام وان كتب الله كلها مما جرى فيه القلم في كلها تحريم الأخوات على الاخوة مع ما حرم ونحن نقرأ الكتب المنزلة الأربعة المشهورة في هذا العالم التوراة والإنجيل والزبور والفرقان أنزلها الله عز وجل من اللوح المحفوظ على رسله صلوات الله عليهم ليس فيها تحليل شئ من ذلك، ومن أراد ان يقول هذا وشبهه الا تقوية حجج المجوس ثم أنشأ يحدثنا كيف كان بدء النسل من آدم وذريته فقال إن لآدم صلوات الله عليه ولد سبعون بطنا في كل بطن غلام وجارية إلى أن قتل هابيل فجزع آدم عليه جزعا قطعه عن اتيان النساء خمسمائة عام ثم تخلى ما به من الجزع