رجلا في بني إسرائيل عبد الله أربعين سنة، ثم قرب قربانا فلم يقبل منه، فقال لنفسه: وما اتيت إلا منك، وما الذنب إلا لك.
قال: فأوحى الله تبارك وتعالى إليه: ذمك لنفسك أفضل من عبادتك أربعين سنة.
وعن أبي جعفر عليه السلام: ان رجلا من بني إسرائيل كان له ابن وكان له محبا، فاتي في منامه فقيل له: ان ابنك ليلة يدخل باهله يموت.
قال: فلما كانت تلك الليلة وبنى عليه أبوه توقع أبوه ذلك، فأصبح ابنه سليما فاتاه أبوه فقال: يا بني ما عملت البارحة شيئا من الخير؟ قال لا، إلا ان سائلا اتى الباب وقد كانوا ادخروا لي طعاما فأعطيته للسائل، فقال هذا دفع عنك.
(الأمالي) باسناده إلى أبي عبد الله (ع) قال: كان رجل شيخ ناسك يعبد الله في بني إسرائيل، فبينا هو يصلي وهو في عبادته إذ بصر بغلامين صبيين قد اخذا ديكا وهما ينتفان ريشه، فأقبل على ما هو فيه من العبادة ولم ينههما عن ذلك، فأوحى الله إلى الأرض: ان سيخي بعبدي فساخت به الأرض، فهو يهوي أبد الآبدين ودهر الداهرين.
(الكافي) مسندا إلى أبي عبد الله عليه السلام قال: كان ملك في بني إسرائيل وكان له قاض وللقاضي أخ وكان رجل صدق وله امرأة قد ولدتها الأنبياء.
فأراد الملك ان يبعث رجلا في حاجة، فقال للقاضي: إبغني رجلا ثقة فقال:
ما اعلم أحدا أوثق من أخي، فدعاه ليبعثه فكره ذلك الرجل وقال لأخيه اني أكره ان أضيع امرأتي، فعزم عليه فلم يجد بدا من الخروج فقال لأخيه: يا أخي لست اخلف شيئا أهم علي من امرأتي فاخلفني فيها وتول قضاء حاجتها. قال نعم.
فخرج الرجل وكانت المرأة كارهة لخروجه، فكان القاضي يأتيها ويسألها عن حوائجها ويقوم لها، فأعجبته فدعاها إلى نفسه فأبت عليه، فحلف عليها لئن لم تفعل ليخبرن الملك انها قد فجرت فقالت: اصنع ما بدا لك لست أجيبك إلى شئ مما طلبت.