إلا طغيانا وكفرا، فلما لم يؤمنوا به دعا ربه وعزم عليه، فمسخ منهم شياطين ليريهم آياته، فلم يزدهم إلا طغيانا وكفرا.
فأتى بيت المقدس يدعوهم إلى الله ثلاثا وثلاثين سنة، حتى طلبته اليهود وادعت انها عذبته ودفنته في الأرض حيا، وادعى بعضهم انهم قتلوه وصلبوه، وكذبوا (وإنما شبه لهم). ولما أراد ان يرفعه إليه أوحى إليه: ان يستودع نور الله وحكمته وعلم كتابه شمعون بن حمون الصفا، خليفته على المؤمنين.
فلم يزل شمعون يقوم بأمر الله عز وجل بجميع مقال عيسى عليه السلام ويجاهد الكفار، حتى بعث الله يحيى بن زكريا فمضى شمعون.
وملك عند ذلك أردشيرا بن اسكان أربع عشرة سنة وعشرة أشهر، وفي ثمانية سنين من ملكه قتلت اليهود يحيى بن زكريا (ع) فلما أراد الله ان يقبضه أوحى إليه: ان يجعل الوصية في ولد شمعون ويأمر الحواريين وأصحاب عيسى بالقيام معه، ففعل وعندها ملك سابور بن اردشير ثلاثين سنة حتى قتله الله، وعلم الله نوره وحكمته في ذرية يعقوب بن شمعون (ع).
وعند ذلك ملك بخت نصر مائة سنة وسبعا وثمانين، وقتل من اليهود سبعين الف مقاتل على دم يحيى بن زكريا، وخرب بيت المقدس، وتفرقت اليهود في البلدان وفي سنة سبع وأربعين من ملكه بعث الله (العزير) نبيا على أهل القرى التي مات أهلها، ثم بعثهم له وكانوا من قرى شتى، فهربوا خوفا من الموت، فنزلوا في جوار عزير، وكانوا مؤمنين، وكان عزير يختلف إليهم ويسمع كلامهم وأحبهم على ذلك، فغاب عنهم يوما واحدا، ثم اتاهم فوجدهم موتى صرعى فحزن عليهم (وقال انى يحيي هذه الله بعد موتها - تعجبا منه حيث أصابهم وقد ماتوا في يوم واحد - فأماته الله - عند ذلك - مائة سنة ثم بعثه الله وإياهم وكانوا مائة مقاتل، ثم قتلهم الله أجمعين على يد بخت نصر.
ثم ملك مهرويه بن بخت نصر عند ذلك ستة عشر سنة وعشرين يوما، فأخذ عند ذلك دانيال وخد له خدا في الأرض وطرح فيه دانيال عليه السلام وأصحابه من المؤمنين وألقى عليهم النيران، فلما رأى أن النار لا تعذبهم ولا تحرقهم استودعهم