فأبت، فأعلمت الملك انها قد فجرت وأمرني برجمها وأنا كاذب عليها، فاستغفري لي، قالت: غفر الله لك، ثم أقبلت على زوجها فقالت: اسمع اجلس.
ثم اقبل الديراني فقص قصته وقال: أخرجتها بالليل وأنا أخاف أن يكون قد لقيها سبع فقتلها، فقالت: غفر الله لك اجلس، ثم تقدم القهرمان فقص قصته، فقالت للديراني: إسمع غفر الله لك. ثم تقدم المصلوب فقص قصته فقالت: لا غفر الله لك.
ثم أقبلت على زوجها فقالت: انا امرأتك وكلما سمعت فإنما هو من قصتي وليس لي حاجة في الرجال، فأنا أحب ان تأخذ هذه السفينة، وما فيها وتخلي سبيلي، فأعبد الله عز وجل في هذه الجزيرة فقد ترى ما قد رأيت من الرجال، ففعل واخذ السفينة وما فيها وخلى سبيلها، وانصرف الملك وأهل مملكته.
وفيه عن الديلمي عن أبيه قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: فلان من عبادته وفضله ودينه كذا وكذا، فقال: كيف عقله؟ قلت: لا أدري، فقال: ان الثواب على قدر العقل، ان رجلا من بني إسرائيل كان يعبد الله في جزيرة من جزائر البحر خضراء نظرة كثيرة الشجر ظاهرة الماء وان ملكا من الملائكة مر به فقال: يا رب أرني ثواب عبدك هذا، فأراه الله ذلك فاستقله الملك، فأوحى الله إليه: ان اصحبه.
فأتاه الملك في صورة إنسي فقال له: من أنت؟ فقال انا رجل عابد بلغني مكانك وعبادتك في هذا المكان فأتيتك لأعبد الله معك. فكان معه يوم ذلك.
فلما أصبح قال له الملك: ان مكانك لنزه ولا يصلح إلا للعبادة، فقال العابد: ان لمكاننا هذا عيبا، قال: وما هو؟ قال: ليس لربنا بهيمة فلو كان له حمار رعيناه في هذا الموضع، فان هذا الحشيش يضيع فقال له الملك: وما لربك حمار فقال: لو كان له حمار ما كان يضيع مثل هذا الحشيش.
فأوحى الله إلى ذلك الملك: إنما أتيته على قدر عقله.
وفيه مسندا إلى علي بن الحسين (ع): قال إن رجلا ركب البحر بأهله فكسرت السفينة بهم، فلم ينج ممن كان في السفينة إلا امرأة الرجل فإنها نجت على لوح من ألواح السفينة حتى التجأت إلى جزيرة من جزائر البحر، فكان في تلك الجزيرة رجل