واسمعوا كلامي فان يكن لي مخرج مما ارتكبت وإلا فشأنكم.
فاجتمعوا فقال لهم هل علمتم ان الله عز وجل لم يخلق خلقا أكرم عليه من أبينا آدم وامنا حوا؟ قالوا صدقت أيها الملك، قال أفليس زوج بنيه بناته وبناته من بنيه؟ قالوا صدقت أيها الملك هذا هو الدين فتعاقدوا على ذلك.
فمحى الله ما في صدورهم من العلم ورفع عنهم الكتاب، فهم الكفرة يدخلون النار بغير حساب والمنافقون أشد حالا.
فقال الأشعث والله ما سمعت بمثل هذا الجواب، والله لا عدت إلى مثلها ابدا.
(الاحتجاج) في خبر الزنديق الذي سأل الصادق (ع) عن المجوس:
ابعث الله إليهم نبيا، فقال ما من أمة إلا خلا فيها نذير، قال الزنديق افزرادشت؟
قال (ع) ان زرادشت أتاهم بزمزمة وادعى النبوة فآمن منهم قوم وجحد قوم فأخرجوه فأكلته السباع في برية من الأرض.
قال: فأخبرني عن المجوس كان أقرب إلى الصواب في دهرهم أم العرب؟ قال العرب في الجاهلية كانت أقرب إلى الدين الحنيفي من المجوس.
وذلك أن المجوس كفرت بكل الأنبياء وجحدت كتبها وأنكرت براهينها ولم تأخذ بشئ من سننها، وان كيخسرو ملك المجوس في الدهر الأول قتل ثلاثمائة نبي وكانت المجوس لا تغتسل من الجنابة، والعرب كانت تغتسل، والاغتسال من خالص الحنفية، وكانت المجوس لا تختتن، وهو من سنن الأنبياء، وأول من فعل ذلك إبراهيم خليل الله عليه السلام، وكانت المجوس لا تغسل أمواتهم ولا تكفنهم، وكانت العرب تفعل ذلك، وكانت المجوس ترمي موتاهم في الصحاري والنواويس والعرب تواريها في قبورها وتلحدها، وكانت المجوس تأتي الأمهات وتنكح البنات والأخوات وحرمت ذلك العرب، وأنكرت المجوس بيت الله الحرام وسمته بيت الشيطان، والعرب كانت تحجه وتعظمه وتقول بيت ربنا وتقر بالتوراة والإنجيل وتسأل أهل الكتاب وتأخذ، وكانت العرب في كل الأسباب أقرب إلى الدين الحنيف من المجوس. قال: فاحتجوا باتيان الأخوات انها سنة آدم