الملك المسلم: ماتوا على ديننا نبني على باب الكهف مسجدا، وقال اليهودي: لا بل ماتوا على ديني، نبني على باب الكهف كنيسة، فاقتتلا فغلب المسلم وبنى مسجدا عليه.
يا يهودي أيوافق هذا ما في توراتكم؟ قال: ما زدت حرفا ولا نقصت وانا اشهد أن لا إله إلا الله واشهد أن محمدا عبده ورسوله.
وفيه مسندا إلى أبي جعفر عليه السلام قال: صلى النبي صلى الله عليه وآله ذات ليلة، ثم توجه إلى البقيع فدعا أبا بكر وعثمان وعمر وعليا، فقال: امضوا حتى تأتوا أصحاب الكهف وتقرؤوهم مني السلام، وتقدم أنت يا أبا بكر فإنك أسوة القوم، ثم أنت يا عمر ثم أنت يا عثمان، فان أجابوا أحدا منكم وإلا تقدم أنت يا علي كن آخرهم، ثم أمر الريح فحملتهم ووضعتهم على باب الكهف.
فتقدم أبو بكر فسلم فلم يردوا عليه فتنحى، فتقدم عمر فسلم فلم يردوا عليه وتقدم عثمان وسلم فلم يردوا عليه.
فتقدم علي عليه السلام وقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا أهل الكهف الذين آمنوا بربهم وزادهم هدى وربط على قلوبهم، أنا رسول رسول الله إليكم، فقالوا:
مرحبا برسول الله وبرسوله وعليك السلام يا وصي رسول الله (ص) ورحمة الله وبركاته، قال: كيف علمتم اني وصي النبي؟ قالوا: انه ضرب على آذاننا ان لا نكلم إلا نبيا أو وصى نبي، فقالوا: كيف تركت رسول الله وكيف حشمه وكيف حاله؟
وبالغوا في السؤال، وقالوا: أخبر أصحابك هؤلاء إنا لا نكلم إلا نبيا أو وصي نبي.
فقال لهم: أسمعتم ما يقولون؟ قالوا: نعم، قال: فاشهدوا، ثم حول وجوههم نحو المدينة، فحملتهم الريح حتى وضعتهم بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله فأخبروه بالذي كان، فقال لهم (ص): قد رأيتم وسمعتم فاشهدوا، قالوا: نعم.
فانصرف النبي صلى الله عليه وآله إلى منزله وقال لهم: احفظوا شهادتكم.
ورواه الثعلبي في تفسيره بأسانيد، في معجزات النبي ومعجزات أمير المؤمنين صلوات الله عليهما.