ما اسمك؟ قال بخت نصر، فعرف انه هو، فعالجه حتى برء.
ثم قال: تعرفني؟ قال لا، أنت رجل صالح، فقال: انا إرميا نبي بني إسرائيل اخبرني الله انه سيسلطك على بني إسرائيل فتقتل رجالهم وتفعل بهم السوء.
قال: فتاه في نفسه في ذلك الوقت، ثم قال إرميا: اكتب لي كتابا بأمان منك فكتب له كتابا.
وكان يخرج بالجبل ويحتطب ويدخله المدينة ويبيعه، فدعا إلى حرب بني إسرائيل وكان مسكنهم في بيت المقدس، واقبل بخت نصر فيمن اجابه نحو بيت المقدس، وقد اجتمع إليه بشر كثير.
فلما بلغ إرميا إقباله نحو بيت المقدس، استقبله على حمار له ومعه الأمان الذي كتبه بخت نصر، فلم يصل إليه إرميا، من كثرة جنوده، فصير الأمان على خشبة ورفعها، فقال من أنت؟ فقال: أنا إرميا النبي الذي بشرتك بأنك متسلط على بني إسرائيل وهذا أمانك لي، قال اما أنت فقد امنتك واما أهل بيتك فاني أرمي من هاهنا إلى بيت المقدس، فان وصلت رميتي إلى بيت المقدس فلا أمان لهم عندي وان لم تصل فهم آمنون، وانتزع قوسه ورمى نحو بيت المقدس، فحملت الريح النشابة حتى علقتها في بيت المقدس فقال لا أمان لهم عندي.
فلما وافى نظر إلى جبل من تراب وسط المدينة. وإذا دم يغلي وسطه، كلما ألقى عليه التراب خرج وهو يغلي، فقال ما هذا؟ فقالوا هذا نبي قتله ملوك بني إسرائيل ودمه يغلي كلما القي عليه التراب خرج يغلي، فقال بخت نصر لأقتلن بني إسرائيل ابدا حتى يسكن هذا الدم.
وكان ذلك الدم دم يحيى بن زكريا عليه السلام وكان في زمانه ملك جبار يزني بنساء بني إسرائيل وكان يمر يحيى بن زكريا عليه السلام فقال له يحيى:
إتق الله أيها الملك لا يحل لك هذا، فقالت له المرأة من اللواتي كان يزني بها حين سكر: أيها الملك اقتل يحيى، فأمر ان يؤتى برأسه، فأتى برأس يحيى (ع) في الطشت وكان الرأس يكلمه ويقول: يا هذا إتق الله لا يحل لك هذا. ثم غلى