أقول: ورد في الأخبار عن السادة الأئمة الأطهار: ان العلم الذي يخبر به الأنبياء عليهم السلام عن الله تعالى لابد من وقوعه لئلا يلزم تكذيب الأنبياء عليهم السلام وهذا الحديث ينافيه ظاهرا، ويمكن الجواب ان هذا وأمثاله مما ترتب عليه وظهر منه إعجاز عيسى ورفع الكذب عنه.
وقد وقع مثل هذا في إخبار النبي صلى الله عليه وآله، والجواب واحد.
(البصائر) باسناده إلى أبي عبد الله بن الوليد قال: قال أبو عبد الله ما يقول أصحابك في أمير المؤمنين عليه السلام وعيسى وموسى عليهم السلام أيهم اعلم؟ قال:
قلت ما يقدمون علي اولي العزم أحدا، قال: اما انك لو خاصمتهم بكتاب الله لحججتهم قال: قلت وأين هذا في كتاب الله؟ قال: ان الله قال في موسى: (وكتبنا له في الألواح من كل شئ موعظة) ولم يقل كل شئ، وقال في عيسى: (ولابين لكم بعض الذي تختلفون فيه) ولم يقل كل شئ.
وقال في صاحبكم: (كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب).
(تفسير علي بن إبراهيم) عن أبي عبد الله (ع) قال: قال الحسن فيما ناظر به ملك الروم: كان عمر عيسى في الدنيا ثلاثة وثلاثين سنة، ثم رفعه الله إلى السماء ويهبط إلى الأرض بدمشق وهو الذي يقتل الدجال.
(عيون الاخبار) باسناده إلى الرضا عليه السلام قال: كان نقش خاتم عيسى حرفين اشتقهما من الإنجيل: طوبى لعبد ذكر الله من اجله وويل لعبد نسى الله من اجله.
(إكمال الدين) عن الباقر عليه السلام قال: ان الله تبارك وتعالى ارسل عيسى إلى بني إسرائيل خاصة، وكانت نبوته ببيت المقدس، وكان من بعده من الحواريين اثنا عشر.
يقول مؤلف الكتاب أيده الله تعالى: قد تعارضت الأخبار في عموم رسالة اولي العزم إلى كافة الناس خصوصا موسى وعيسى.
ففي بعض الاخبار ان رسالتهما عامة والأنبياء الذين كانوا في عصرهم أمروا