شيئا فريا * يا أخت هارون ما كان أبوك امرء سوء وما كانت أمك بغيا).
ومعنى قوله: (يا أخت هارون) ان هارون كان رجلا زانيا فلستا، فشبهوها به، من أين هذا البلاء الذي جئتني (فأشارت - إلى عيسى في المهد - فقالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا) فأنطق الله عيسى (ع): (فقال اني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا...) الآية.
(الأمالي) باسناده إلى علي بن الحسين (ع) قال: ان أمير المؤمنين عليه السلام لما رجع من وقعة الخوارج، اجتاز بالزوراء، فقال للناس: انها الزوراء فسيروا وجنبوا عنها فان الخسف أسرع إليها من الوتد في النخالة.
فلما اتى يمنة السواد إذا هو براهب في صومعة له، فقال له الراهب: لا تنزل هذه الأرض بجيشك قال: ولم؟ قال: لأنها لا ينزلها الا نبي أو وصي نبي يقاتل في سبيل الله عز وجل، هكذا نجد في كتبنا، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام:
أنا وصي سيد الأنبياء وسيد الأوصياء، فقال له الراهب: فأنت إذن أصلع قريش ووصي محمد صلى الله عليه وآله؟ فقال له أمير المؤمنين: انا ذاك: فنزل الراهب إليه فقال له:
خذ على شرايع الاسلام، اني وجدت في الإنجيل نعتك، وانك تنزل ارض براثا بيت مريم وارض عيسى (ع) فأتى أمير المؤمنين موضعا، فلكزه برجله فانبجست عين خوارة، فقال:
هذه عين مريم التي انبعثت لها، ثم قال: اكشفوا هاهنا على سبعة عشر ذراعا فكشف، فإذا هو بصخرة بيضاء، فقال علي عليه السلام: علي هذه الصخرة وضعت مريم عيسى من عاتقها، وصلت هاهنا. ثم قال: ارض براثا هذه بيت مريم عليها السلام.
(التهذيب) عن علي بن الحسين عليه السلام: في قوله تعالى: (فانتبذت به مكانا قصيا). قال: خرجت من دمشق حتى أتت كربلاء، فوضعته في موضع قبر الحسين (ع) ثم رجعت من ليلتها.
(علل الشرايع) عن وهب قال: لما جاء المخاض مريم عليها السلام إلى جذع