فلما كان من امر بخت نصر ما كان رأى ذلك الدم فسأل عنه فلم يجد أحدا يعرفه حتى دل على شيخ كبير فسأله فقال اخبرني أبي عن جدي انه كان من قصة يحيى بن زكريا (ع) كذا وكذا، وقص عليه القصة والدم دمه، فقال بخت نصر لا جرم لأقتلن عليه حتى يسكن، فقتل عليه سبعين ألفا، فلما وافى عليه سكن الدم.
وفيه، عن أبي عبد الله ان الله عز وجل إذا أراد ان ينتصر لأوليائه، انتصر لهم بشرار خلقه، وإذا أراد ان ينتصر لنفسه، انتصر بأوليائه، ولقد انتصر ليحيى بن زكريا ببخت نصر وفي خبر آخر: ان عيسى بن مريم (ع) بعث يحيى بن زكريا (ع) في اثنى عشر من الحواريين يعلمون الناس وينهونهم عن نكاح ابنة الأخت، قال وكان لملكهم ابنة أخت تعجبه وكان يريد ان يتزوجها.
فلما بلغ أمها ان يحيى نهى مثل هذا النكاح، أدخلت ابنتها على الملك مزينة، فلما رآها سألها عن حاجتها قالت حاجتي ان تذبح يحيى بن زكريا. فقال سليني غير هذا، فقالت لا أسألك غير هذا. فلما أبت دعا بطشت ودعا يحيى فذبحه فبدرت قطرة من دمه فوقعت على الأرض، فلم تزل تعلو، حتى بعث الله بخت نصر عليهم، فقتل منهم سبعين ألفا حتى سكن.
(قصص الراوندي) عن أبي جعفر عليه السلام قال: ان عاقر ناقة صالح كان أزرق ابن بغي، وان قاتل يحيى بن زكريا ابن بغي، وان قاتل علي عليه السلام ابن بغي.
وكانت مراد تقول: ما نعرف له فينا أبا ولا نسبا، وان قاتل الحسين بن علي عليهم السلام ابن بغي، وانه لم يقتل الأنبياء ولا أولاد الأنبياء إلا أولاد البغايا.
وقال: في قوله تعالى: (ولم يجعل له من قبل سميا) قال يحيى بن زكريا (ع) لم يكن له سميا قبله، والحسين بن علي لم يكن له سمي قبله، وبكت السماء عليهما أربعين صباحا، وكذلك بكت الشمس عليهما وبكاؤها ان تطلع حمراء وتغيب