النخلة، اشتد عليها البرد، فعمد يوسف النجار إلى حطب فجعله حولها كالحضيرة ثم اشعل فيه النار، فأصابتها سخونة الوقود من كل ناحية حتى دفئت وكسر لها سبع جوزات وجدهن في خرجه فأطعمها. فمن اجل ذلك توقد النصارى النار في ليلة الميلاد وتلعب بالجوز.
وعن الباقر (ع): ان إبليس اتى ليلة ميلاد عيسى (ع) فقيل له قد ولد الليلة ولد لم يبق على وجه الأرض صنم إلا خر لوجهه، واتى المشرق والمغرب يطلبه فوجده في بيت دير قد حفت به الملائكة، فذهب يدنو فصاحت الملائكة: تنح، فقال لهم من أبوه؟ فقالت الملائكة: فمثله كمثل آدم، فقال إبليس لأضلن به أربعة أخماس الناس.
(وعنه) عليه السلام: لما قالت العواتق الفرية على مريم وهن سبعون (لقد جئت شيئا فريا) أنطق الله عيسى عليه السلام عند ذلك فقال لهن: ويلكن تفترين على أمي (انا عبد الله آتاني الكتاب) وأقسم بالله لأضربن كل امرأة منكن حدا بافترائكن على أمي.
قال الحكم: فقلت للباقر عليه السلام: أفضربهن عيسى بعد ذلك؟ قال: نعم ولله الحمد والمنة.
(علل الشرايع) باسناده عن وهب اليماني قال: ان يهوديا سأل النبي صلى الله عليه وآله فقال: يا محمد كنت في أم الكتاب نبيا قبل ان تخلق؟ قال: نعم، قال: وهؤلاء أصحابك مثبتون معك قبل ان يخلقوا؟ قال: نعم، قال فما شأنك لم تتكلم بالحكمة حين خرجت من بطن أمك كما تكلم عيسى بن مريم على زعمك وكنت قبل ذلك نبيا؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله: انه ليس أمري كأمر عيسى بن مريم، خلقه الله عز وجل من أم ليس له أب، كما خلق آدم من غير أب ولا أم، ولو أن عيسى خرج من بطنها ولم ينطق بالحكمة لم يكن لامه عذر عند الناس وقد أتت به من غير أب وكانوا يأخذونها كما يأخذون من المحصنات، فجعل الله منطقه عذرا لامه.
(وعن الرضا عليه السلام) قال: كانت نخلة مريم عليها السلام العجوة