ارضه بألواح الفيروزج، فلم يكن في الأرض بيت أبهى ولا أنور منه، كان يضيء في الظلمة كالقمر ليلة البدر.
فلما فرغ منه جمع إليه خيار بني إسرائيل فأعلمهم انه بناه الله تعالى، واتخذ ذلك اليوم الذي فرغ منه عيدا.
فلم يزل بيت المقدس على ما بنى سليمان، حتى غزى بخت نصر بني إسرائيل فخرب المدينة وهدمها ونقض المسجد واخذ ما في سقوفه وحيطانه من الذهب والدر والياقوت والجوهر فحملها إلى دار مملكته من ارض العراق.
وروي: انهم كانوا يعملون صور السباع والبهائم على كرسيه ليكون أهيب له فذكر انهم صوروا أسدين من أسفل كرسيه ونسرين فوق عمود كرسيه، فكان إذا أراد ان يصعد الكرسي بسط الأسدان ذراعيهما، وإذا علا على الكرسي نشر النسران أجنحتهما فظللاه من الشمس.
ويقال: ان ذلك كان مما لا يعرفه أحد من الناس.
فلما حاول بخت نصر صعود الكرسي بعد سليمان في حين غلب على بني إسرائيل لم يعرف كيف كان يصعد سليمان فرفع الأسد ذراعيه فضرب ساقه فقدها، فخر مغشيا عليه، فما جسر بعده أحد ان يصعد ذلك الكرسي.
وعن الرضا عليه السلام: كان نقش خاتم سليمان: سبحان من الجم الجن بكلماته.
وهو أوحى الله تعالى إليه وهو يسير ما بين السماء والأرض: إني قد زدت في ملكك، انه لا يتكلم أحد من الخلائق بشئ إلا جاءت به الريح فأخبرتك به.
ونسجت الشياطين لسليمان عليه السلام بساطا فرسخا في فرسخ ذهبا في إبريسم وكان يوضع فيه منبر من ذهب في وسط البساط فيقعد عليه وحوله ثلاثة آلاف كرسي من ذهب وفضة، فيقعد الأنبياء على كراسي الذهب، والعلماء على كراسي الفضة وحولهم الناس وحول الناس الجن والشياطين وتظللها الطير بأجنحتها حتى لا يقع عليه الشمس.