فقال سليمان عليه السلام: يا رب بما احكم على الريح فأوحى الله إليه: يا سليمان احكم بأرش كسر هذه المرأة على أرباب السفينة التي أنقذتها الريح من الغرق، فإنه لا يظلم لدي أحد من العالمين.
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: آخر نبي يدخل الجنة سليمان بن داود عليه السلام وذلك لما أعطي في الدنيا.
وعن أبي جعفر عليه السلام قال: ان سليمان قد حج البيت في الجن والإنس والطير والرياح وكسى البيت القباطي، وهو أول من كسى البيت الثياب.
وروى: ان الريح كانت تغدو من دمشق فتقبل باصطخر من ارض أصفهان، وبينهما مسيرة شهر للمسرع، وتروح من إصطخر فتبيت بكابل، وبينهما مسيرة شهر، تحمله الريح مع جنوده، أعطاه الله الريح بدلا من الصافنات الجياد.
وروي: ان داود عليه السلام لما شرع في بناء بيت المقدس لم يتمه، فأحب سليمان ان يتمه بعده.
فجمع الجن والشياطين فقسم عليهم الأعمال، فأرسل الجن والشياطين في تحصيل الرخام والمها الأبيض الصافي من معادنه، وامر ببناء المدينة من الرخام والصفاح وجعلها اثنى عشر ربضا، وانزل كل ربض منها سبطا من الأسباط.
فلما فرغ من بناء المدينة ابتدأ في بناء المسجد، فوجه الشياطين فرقة فرقة يستخرجون الذهب واليواقيت من معادنها، وفرقة يعلقون الجواهر والأحجار من أماكنها، وفرقة يأتونه بالمسك والعنبر وسائر الطيب، وفرقة يأتونه بالدر من البحار فأوتي بشئ من ذلك لا يحصيه الا الله.
ثم أحضر الصناع وأمرهم بنحت تلك الأحجار حتى يصيرها ألواحا ومعالجة تلك الجواهر واللئالي.
وبنى سليمان المسجد بالرخام الأبيض والأصفر والأخضر وعمده بأساطين المها الصافي وسقفه بألواح الجواهر وفضض سقوفه وحيطانه باللئالي واليواقيت وبسط