وأما قصة أشموئيل وطالوت وجالوت) ففي (تفسير) علي بن إبراهيم باسناده إلى أبي جعفر عليه السلام: ان بني إسرائيل بعد موسى عملوا بالمعاصي وغيروا دين الله وعتوا عن أمر ربهم، وكان فيهم نبي يأمرهم وينهاهم فلم يطيعوه.
وروي: انه إرميا النبي فسلط الله عليهم جالوت وهو من القبط فأذلهم وقتل رجالهم وأخرجهم من ديارهم وسلب أموالهم واستعبد نساءهم، ففزعوا إلى نبيهم وقالوا اسأل الله ان يبعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله، وكانت النبوة في بني إسرائيل في بيت، والملك والسلطان في بيت آخر، لم يجمع الله لهم الملك والنبوة في بيت. فمن ذلك قالوا ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله فقال لهم نبيهم هل عسيتم ان كتب عليكم القتال ان لا تقاتلوا؟ قالوا وما لنا ان لا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا.
وكان كما قال الله تبارك وتعالى: (فلما كتب عليهم القتال تولوا إلا قليلا منهم فقال لهم نبيهم: ان الله قد بعث لكم طالوت ملكا) فغضبوا من ذلك وقالوا انى يكون له الملك علينا ولم يؤت سعة من المال.
وكانت النبوة في ولد لاوي، والملك في ولد يوسف، وكان طالوت من ولد ابن يامين أخي يوسف لامه، لم يكن من بيت النبوة ولا من بيت المملكة.
فقال لهم نبيهم ان الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم والله يؤتي ملكه من يشاء وكان أعظمهم جسما وكان شجاعا قويا وكان اعلمهم، إلا أنه كان فقيرا فعابوه بالفقر فقالوا لم يؤت سعة من المال فقال لهم نبيهم ان آية ملكه ان يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك موسى وآل هارون تحمله الملائكة وكان التابوت الذي أنزله الله على أم موسى فوضعته فيه أمه وألقته في اليم، فكان بنو إسرائيل يتبركون به.
فلما حضرت موسى عليه السلام الوفاة وضع فيه الألواح ودرعه وما كان عنده من