ومعه تلميذ له اليسع، وجاء النبي الملك، فقال قتلت بني إسرائيل بالقحط. فقال قتلهم الذي أغواهم، فقال ادع ربك ليسقيهم.
فلما جن الليل عاد الياس ودعا الله فقال لليسع: انظر في أكناف السماء ماذا ترى؟ فرأى سحابة، فقال أبشروا بالسقاء، فليحرروا أنفسهم وأموالهم من الغرق فأمطر الله عليهم السماء وأنبت لهم الأرض، فقام الياس بين أظهرهم وهم صالحون.
ثم ادركهم الطغيان والبطر، فجحدوا حقه وتمردوا فسلط الله عليهم عدوا قصدهم ولم يشعروا به حتى رهقهم، فقتل الملك وزوجته وألقاهما في بستان الذي قتلته زوجة الملك.
ثم وصى الياس إلى اليسع، وأنبت الله لألياس الريش وألبسه النور ورفعه إلى السماء وقذف بكسائه من الجو على اليسع.
فنبأه الله على بني إسرائيل وأوحى الله إليه وأيده، فكان بنو إسرائيل يعظمونه صلوات الله عليه ويهتدون بهداه.
وقال الشيخ الطبرسي: اختلف في الياس، فقيل: هو إدريس عليه السلام.
وقيل: هو من أنبياء بني إسرائيل من ولد هارون بن عمران ابن عم اليسع، وهو الياس بن يسع بن فنحاس بن العيزار بن هارون بن عمران.
عن ابن عباس ومحمد بن إسحاق وغيرهما قالوا: انه بعث بعد حزقيل، لما عظمت الاحداث في بني إسرائيل.
وكان يوشع لما فتح الشام بوأها بني إسرائيل وقسمها بينهم، فأحل سبطا منهم ببعلبك، وهم سبط الياس، بعث فيهم نبيا إليهم، فأجابه الملك، ثم إن امرأته حملته على الخلاف لألياس وطلبته لتقتله، فهرب إلى الجبال والبراري، واستخلف اليسع على بني إسرائيل، ورفعه الله ما بين أظهرهم وقطع عنه لذة الطعام والشراب وكساه الريش، فصار إنسيا ملكيا أرضيا سماويا، وسلط الله على الملك وقومه عدوا لهم فقتلهم، وبعث الله اليسع رسولا إلى بني إسرائيل فآمنوا به.
وقيل: ان الياس صاحب البراري، والخضر صاحب الجزائر، ويجتمعان