كصورة الانسان ورائحة طيبه، وهي التي أنزلت على إبراهيم صلوات الله عليه فأقبلت تدور حول أركان البيت وهو يضع الأساطين، وهذه السكينة كانت في التابوت وكان فيها طشت يغسل فيها قلوب الأنبياء، وكان التابوت يدور في بني إسرائيل مع الأنبياء عليهم السلام.
ثم اقبل علينا فقال: فما تابوتكم؟ قلنا السلاح، قال نعم هو تابوتكم.
وعنه عليه السلام قال: كان تابوت موسى (ع) ثلاثة أذرع في ذراعين وكان فيه عصا موسى، والسكينة روح الله يتكلم، كانوا إذا اختلفوا في شئ، كلمهم وأخبرهم ببيان ما يريدون.
وروي: انه لما غلب الأعداء على التابوت ادخلوه بيت الأصنام فأصبحت أصنامهم منكسة، فأخرجوه ووضعوه في ناحية من المدينة فأخذهم وجع في أعناقهم وكل موضع وضعوه ظهر فيه بلاء وموت ووباء، فأشير عليهم بأن يخرجوا التابوت فاجتمع رأيهم ان يأتوا به ويحملوه على عجلة ويشدوها إلى ثورين ففعلوا ذلك وأرسلوا الثورين، فجاءت الملائكة وساقوا الثورين إلى بني إسرائيل.
وقال ابن الأثير في (الكامل): لما انقطع إليا عن بني إسرائيل، بعث الله اليسع وكان فيهم، ثم قبض، وعظمت فيه الاحداث وعندهم التابوت يتوارثونه فيه السكينة فكانوا لا يلقاهم عدو فيقدمون التابوت إلا انهزم العدو، وكانت السكينة شبيهه برأس الهر، فإذا صرخ في التابوت بصراخ الهر، أيقنوا بالنصر.
فلما عظم احداثهم نزل بهم عدو، فخرجوا إليه وأخرجوا التابوت، فاقتتلوا فغلبهم عدوهم على التابوت واخذه منهم وانهزموا فمات ملكهم تحسرا ودخل العدو أرضهم ونهب وسبى وعادوا فملكوا على اضطراب من أمرهم واختلاف.
وكان مدة ما بين وفاة يوشع إلى أن رجعت النوبة إلى اشموئيل ستين سنة.
وكان من خبر اشموئيل: ان بني إسرائيل لما طال عليهم البلاء وطمع فيهم واخذ التابوت عنهم، فصاروا لا يلقون ملكا إلا خائفين.
فقصدهم جالوت ملك الكنعانيين وكان ملكه ما بين مصر وفلسطين، فظفر بهم